2015-05-29 14:52:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على التزامهم في تحضير يوبيل الرحمة وقال إنها سنة مقدّسة أوكلتها إليكم لكي يظهر بشكل أوضح أن عطيّة الرحمة هي الإعلان الذي دُعيت الكنيسة إلى نقله من خلال عملها التبشيري في زمن التغييرات الكبيرة هذا.

تابع الأب الأقدس يقول إن الرسالة هي عينها لكن اللغة التي نعلن بها الإنجيل تتطلب منا تجديدًا بحكمة راعوية، وهذا الأمر جوهري لكي يفهمنا معاصرونا و يتمكّن التقليد الكاثوليكيّ من محاورة ثقافات عالم اليوم ومساعدتها على الانفتاح على الخصوبة الدائمة لرسالة المسيح. وأشار الأب الأقدس في هذا الإطار إلى أن هذا الأمر سيساعدنا في تقديم أجوبة صادقة لأنها ترتكز إلى نور الإنجيل وقال: هذا ما ينتظره الناس اليوم من الكنيسة: أن تعرف كيف تسير معهم وترافقهم بشهادة الإيمان التي تجعلنا متضامنين مع الجميع ولاسيما مع الوحيدين والمهمّشين.

أضاف البابا فرنسيس يقول إن الإنجيل هو إعلان محبة الله الذي يدعونا بيسوع المسيح لنشاركه في حياته. وبالتالي فإن البشارة الجديدة بالإنجيل هي أن نفهم محبة الآب الرحيمة لنصبح بدورنا أدوات خلاص لإخوتنا. وهذا اليقين يتطلّب منا أن ننمو معًا في حياة النعمة ونحمل ثمارًا كثيرة. وهنا يدخل موضوع التعليم المسيحي كالمكان الذي تنضج فيه حياة المسيحيين لأنها تختبر رحمة الله. فالرحمة ليست فكرة مجرّدة بل هي خبرة ملموسة نفهم من خلالها ضعفنا والقوّة التي تأتينا من العُلى. كم هو جميل أن تبدأ الصلاة اليومية للكنيسة بهذه الكلمات "أسرِعْ يا اللهُ إلى نَجدَتي. أسرِعْ يا ربُّ إلى نُصرَتي" (مزمور 70، 2). إن النجدة التي نلتمسها هي الخطوة الأولى لرحمة الله تجاهنا. إنه يأتي لنجدتنا من أوضاع الضعف التي نعيش فيها. وعونه يكمن في جعلنا نشعر بوجوده وقربه. يوما بعد يوم فيما تلامسنا رأفته باستطاعتنا أن نصبح نحن أيضا رؤوفين تجاه الجميع.

تابع الحبر الأعظم يقول إن الروح القدس هو رائد البشارة وهو أيضًا صانع النمو في الكنيسة في فهم حقيقة المسيح، فهو يفتح قلوب المؤمنين ويحولها لكي يصبح الغفران الذي نناله خبرة محبّة تجاه الإخوة. فالروح القدس هو الذي يفتح على الدوام أذهان تلاميذ المسيح ليفهموا بشكل أعمق الالتزام المطلوب والأشكال الضروريّة لإعطاء الشهادة قيمة ومصداقيّة. وبالتالي فالسؤال: كيف نربّي على الإيمان ليس سؤالاً بلاغيًّا وإنما جوهريّ والجواب عليه يتطلّب شجاعة وإبداعًا وتصميم. وأشار البابا في هذا الإطار إلى أن التعليم المسيحي – كمكوّن أساسيّ في مسيرة البشارة – يحتاج للذهاب أبعد من الإطار المدرسي لتربية المؤمنين، منذ الطفولة، على لقاء المسيح الحيّ والعامل في كنيسته. فاللقاء بالمسيح، قال البابا، يولّد في المرء الرغبة في معرفته بشكل أفضل وإتباعه لنصير تلاميذه وبالتالي فالتحدي الذي يواجهه التعليم المسيحي والبشارة الجديدة بالإنجيل هو هذه النقطة الجوهريّة: كيف نلتقي بالمسيح وما هو المكان الحقيقيّ للقائه وإتباعه. وختم البابا فرنسيس كلمته مؤكِّدًا قربه ودعمه للجميع في التزامهم هذا ومانحًا الجميع فيض بركاته الرسوليّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.