2015-05-20 10:47:00

الكاردينال توركسون يتحدث عن أهمية التنمية المستدامة في عالمنا المعاصر


تستضيف جامعة الصليب المقدس الحبرية هذا الأربعاء مؤتمرا بعنوان "الاقتصاد الجديد للمناخ: كيف يمكن للنمو الاقتصادي والاستدامة أن يسيرا معا"، وذلك بدعوة من سفارة هولندا لدى الكرسي الرسولي. وقد افتتح الأعمال صباح اليوم رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال بيتر توركسون ورئيس المكسيك السابق ورئيس اللجنة العالمية للاقتصاد والبيئة فيليبيه كاليدرون.

في مداخلته الافتتاحية عبّر الكاردينال توركسون عن سروره للمشاركة في هذا المؤتمر متوجها بالشكر إلى مملكة هولندا وكل الجهات التي شاركت في تنظيم هذا المؤتمر الدولي. هذا وأكد أن عالمنا المعاصر يشهد تبدلات كثيرة تسير بوتيرة متسارعة، كما أن أجيال اليوم ما تزال تشعر بالدهشة عندما تتأمل بجمال الخلق تماما كما فعل أجدادنا على مر العصور الغابر. إن الله فعل أشياء رائعة ومذهلة، ونحن ممتنون له على الخليقة تماما كما يقول صاحب المزامير. وأوضح الكاردينال توركسون أن الإنسان لم يعرف كيف يحرس البيئة والخليقة ولم يتقيد بواجباته في الحفاظ على هذه الكرة الأرضية التي توفر لنا الطعام ونحن نعلم أنه إذا ما استمرينا في استخدام المحروقات إننا نسير نحو الخراب.

من هذا المنطلق ـ قال المسؤول الفاتيكاني ـ لا بد من تغيير المسار، كما ينبغي الإقرار بأن الأرض ومواردها مخصصة للجميع بما في ذلك الفقراء والبشر الذين لم يولدوا بعد. بعدها شدد نيافته على الركائز التي يستند إليها تعليم الكنيسة الكاثوليكية في هذا الإطار والتي تولي اهتماما خاصا بكرامة الكائن البشري والبحث عن الخير العام. كما أننا مدعوون إلى إنتاج سلع وخدمات ذات جودة تعود بالفائدة على الجميع كما لا بد من الأخذ في عين الاعتبار الانعكاسات التي تترتب على البيئة خلال عملية التصنيع. فالسلع التي يؤثر إنتاجها سلبا على البيئة لا يمكن اعتبارها سلعا ذات جودة.

هذا ولا بد من إيلاء اهتمام خاص بالفقراء وشرائح المجتمع الأكثر حاجة، وذكر نيافته بأن المشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري تحمل انعكاسات خطيرة على الفقراء في المقام الأول. لذا فإن التعاضد مع المعوزين يتطلب العمل على احتواء هذه الظاهرة وينبغي أن تتعاون قطاعات الإنتاج والتجارة من أجل بلوغ هذا الهدف.

بالمقابل إن الشركات مدعوة أيضا إلى الإسهام في تعزيز التنمية البشرية وكرامة الإنسان لأن العمل يصقل البشر ولا بد أن يسمح للجميع بتحقيق النمو المتكامل. ومن هذا المنطلق يجب أن يحصل جميع العمال على أجور تمكّنهم وتمكن عائلاتهم من عيش حياة كريمة. هذا فضلا عن الاهتمام بصحة الأشخاص عن طريق حسن إدارة الموارد المتوفرة، الموارد الرأسمالية والبشرية والبيئية!

وأكد رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام في مداخلته أن أهم التحديات المطروحة أمامنا في العالم المعاصر تكمن في تحقيق التنمية المستدامة، والحكومات عاجزة عن مواجهة هذا التحدي بمفردها، فثمة حاجة إلى علاقة شراكة دائمة بين القطاعين العام والخاص موجّهة نحو الخير المشترك. هذا وأكد نيافته أن القضايا المطروحة على طاولة النقاش خلال هذا المؤتمر تعني الجميع، لذا يقدّم كل طرف وجهة نظره ولا بد أن يشارك الكل في إيجاد حلول للمشاكل القائمة في إطار البحث المشترك عن الخير العام وتعزيز الكرامة البشرية مدركين أن البيئة هي للجميع، وهي بيت الجميع والكل مسؤولون عن حمايتها.

وتمنى الكاردينال توركسون في الختام أن يتقبل جميع الأشخاص، لاسيما أولئك الذين يشغلون مناصب تؤثر على صنع القرارات، الرسالة العامة الجديدة التي سيُصدرها البابا فرنسيس وسيتناول فيها موضوع البيئة، مذكرا بلكمات البابا الذي يؤكد "أن كل شيء أوكل إلى حمايتنا، وجميعنا مسؤولون عن الخلق ويجب أن نكون حماة لعطايا الله".








All the contents on this site are copyrighted ©.