2015-05-12 12:53:00

مقابلة مع الأمين العام لهيئة كاريتاس الدوليّة


يترأس قداسة البابا فرنسيس عصر هذا الثلاثاء القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمناسبة افتتاح الجمعية العامة العشرين لهيئة كاريتاس الدوليّة والتي تعقد من الثاني عشر وحتى السابع عشر من أيار مايو الجاري تحت عنوان "عائلة بشريّة واحدة، الاعتناء بالخليقة" وستتمحور الأعمال حول التغيرات المناخيّة وتبعاتها وخصوصًا على شعوب الأرض الأشد فقرًا. وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع ميشال روا الأمين العام لهيئة كاريتاس الدوليّة تحدث فيها عن أهميّة هذا اللقاء ورسالة الرجاء التي سيحملها.

قال الأمين العام لهيئة كاريتاس الدوليّة إن مسألة التغيرات المناخية هي مسألة بدأت شيئًا فشيئًا، خلال هذه السنوات العشر الأخيرة، تستحوذ اهتمامًا كبيرًا وهذا الأمر نراه بوضوح في هيئة كاريتاس الدوليّة: تزايد الكوارث الطبيعية على الأرض هو واقع ملموس ويمكن رؤيته باستمرار. أعاصير، فيضانات وجفاف... هذه كلها تتزايد مولّدة الفقر في الجماعات، والعديد من الضحايا والهجرات. وبالتالي فقد وصلنا إلى مرحلة حيث ينبغي علينا جميعًا أن نقوم بما بوسعنا للإبطاء من هذا التغير المناخي. ويشكل هذا العام 2015 سنة مميزة: لأن الأمم المتحدة ستتبنّى في أيلول سبتمبر المقبل، خلال جمعيتها العامة، أهداف التنمية المستدامة التي تأخذ بعين الاعتبار التغير المناخي بأسلوب لم يسبق له مثيل. كما وستعقد في باريس من نهاية تشرين الثاني نوفمبر وحتى كانون الأول ديسمبر قمّة حول التغير المناخي وستشكل فرصة مهمّة لأنها ستكون المناسبة الأخيرة لإتخاذ القرارات الضروريّة لإيقاف هذا التغيّر ولكي لا نذهب أبعد لأنه عندها سيصبح التغيير لا رجوع عنه. نرى أنه عندما يتغيّر المناخ يترك تأثيرًا على الخليقة وخصوصًا على الشعوب الأشد فقرًا. هذا التغيير يضرب منطقة استوائية تمتدّ من الفيليبين حتى أمريكا الوسطى، والشعوب التي تعيش في هذه البلدان هي فقيرة وليس لديها أيّ تأثير على هذا التغيير وإنما نحن، في شمال القارة، من يسبب هذا التغيير. هناك مسألة "عدالة مناخيّة" وينبغي علينا أن نعمل لكي يتمحور اهتمامنا حول ضحايا هذا التغيير. وهذا التفكير هو ما دفعنا لاختيار عنوان هذه الجمعية العامة: "عائلة بشريّة واحدة، الاعتناء بالخليقة".

تابع ميشال روا الأمين العام لهيئة كاريتاس الدوليّة يقول نحن نعلم أنه بإمكاننا تغيير الأمور إذا قمنا بهذا التغيير معًا. وبالتالي من الأهميّة بمكان – وهذه نقطة مهمّة في أهداف التنمية المستدامة – أن نضع الضحايا محور اهتماماتنا ونبني نموذج تنمية جديد، انطلاقًا من آمال هذه الشعوب وبمساعدة جميع القوى الضروريّة الأخرى. لا الحكومات فقط وإنما القطاع الخاص أيضًا والمنظمات الدوليّة للمجتمع المدني. وفي رده على سؤال حول تعليم البابا فرنسيس حول موضوع التغيّر المناخي قال ميشال روا يعلمنا الأب الأقدس أمورًا كثيرة ونحن بانتظار الرسالة العامة حول البيئة البشريّة التي ستصدر في نهاية حزيران يونيو المقبل. وأعتقد أن البابا سيسلّط الضوء على ضرورة تغيير أسلوب الحياة، وسيوجّه بالتأكيد دعوة قويّة لكل فرد منا لكي نلتزم بشكل جماعي وفردي لكي نخفف من حدّة هذا التغير المناخي. بعدها انتقل ميشال روا للحديث عن الخطوط العريضة التي ستتمحور حولها هذه الجمعيّة العامة العشرين لهيئة كاريتاس الدوليّة ومن بينها خدمة الكنيسة والالتزام في الظروف الخاصة والخطيرة – كوارث طبيعيّة وحروب، والنمو الشامل للشخص البشري وقال إن الكنيسة تملك خبرة كبيرة في هذا المجال، إذ كل تنمية هي نموٌّ للشخص البشري في الوقت عينه، وهذا النمو لا يمكن تحقيقه فرديًّا وإنما في العائلة أو في الجماعة... وبالتالي ينبغي أن يولد من الداخل. لذلك علينا أن نعمل على تحريك الجماعات مسلّطين الضوء والاهتمام على الفقراء لكي لا ينسوا ويهمشوا. كما وينبغي أن تُحدّد السياسات على جميع المستويات؛ ولكن، وفي هذا العالم المعولم ينبغي أن تُأخذ هذه السياسات على مستوى دوليّ أيضًا. من هنا أهميّة الأمم المتحدة والمنظمات الدوليّة. فمنظمة التجارة الدوليّة، على سبيل المثال لم تعمل جيّدًا في هذا الإطار، وبالتالي ينبغي إعادة النظر في كلّ شيء لاسيما وأنه من الأهمية بمكان في هذا العالم المعولَم أن يكون الرجاء مع الناس وهؤلاء الناس ليسوا مجرد كتلة مؤلفة من سبعة مليارات شخص بل هم أشخاص وأفراد في جماعات.

وختم ميشال روا الأمين العام لهيئة كاريتاس الدوليّة حديثه لإذاعتنا بالقول إن نمو عدم المساواة هو في أساس العديد من المشاكل... فعندما يفقد الأشخاص عملهم، تكون هذه نتيجة السياسة التي تجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أشدّ فقرًا، فتخلق إحباطًا كبيرًا يحمل الأشخاص على درب العنف والنزاعات والحروب. وهذا هو قلقنا الأكبر: ما هو نوع البشريّة التي نريدها؟ ما هو نوع النمو البشري الذي نريده؟ نحن متأكدون أن الدرب الذي نسيره حاليًا هو الدرب الصحيح. وسنتحدث عن تحدٍّ يضعه أمامنا الأب الأقدس وهو أن نساعده في بناء كنيسة فقيرة للفقراء ولكي تكون الجماعات المسيحية أكثر انفتاحًا وقربًا والتزامًا مع الإخوة والأخوات الذين يعانون من الفقر.            








All the contents on this site are copyrighted ©.