مداخلة الأب لومباردي خلال مؤتمر عقد في روما لتقديم مشروع "مصنع السلام"

عقد مؤتمر صحفي في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو بروما يوم أمس الثلاثاء لتقديم مشروع "مصنع السلام". ومن بين المشاركين في المؤتمر مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي الذي توجه بالشكر للمنظمين على دعوتهم له لافتا إلى أن الحدث الأول من هذه المبادرة الهامة سيشهد مشاركة البابا فرنسيس الذي أطلق منذ بداية حبريته رسائل قوية تتعلق بـ"ثقافة التلاقي" أي ببناء عالم سلام، ومجتمع متناغم يتألف من جماعة بشرية قادرة على تفهّم الآخرين واحتواء الأعراق والثقافات والديانات المختلفة.

وأوضح الأب لومباردي أن كلمات البابا فرنسيس القوية والمتكررة بشأن الضيافة والاحترام والحوار تتعلق بالقضايا الآنية شأن العديد من الصراعات الدائرة حول العالم والأوضاع المأساوية والمشاكل المرتبطة بالهجرة واللاجئين والإقصاء الاجتماعي. كما لم تخل كلمات البابا في أكثر من مناسبة من التنديد بالعوامل التي تقف وراء "ثقافة الإقصاء" وهي الأنانية وعبادة المال والبحث عن المصالح الخاصة، وتعاني من هذا الإقصاء شرائح كبيرة من المجتمع، كالصغار والشبان والعجزة. ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن البابا فرنسيس يدعو الجميع إلى التلاقي والتقرب من الأشخاص الفقراء والمعوزين والسير معا نحو مجتمع أفضل. وأوضح أن البابا يولي أيضا اهتماما خاصا بالمسائل التربوية في هذا المجال، خصوصا وأنه أكد أنه لا يسعنا أن نبدّل العالم إن لم نبدّل التربية.

كما أن البابا فرنسيس ـ قال الأب لومباردي ـ وعندما يخاطب الشبان يتحدث دوما عن ضرورة هدم الجدران وبناء الجسور وتقاسم الثروات الكبيرة والصغيرة التي نحتفظ بها في ذهننا وقلبنا. كما اعتبر المسؤول الفاتيكاني أن أزمة الحضارة التي نعيشها، وخطر نشوب حرب عالمية ثالثة مجزّأة يتطلبان منا الالتزام في إرساء أسس الأفكار والأعمال والمشاعر السلمية لدى الصغار. وفي ختام مداخلته أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن البابا فرنسيس يوجه كلمة تشجيع إلى المشاركين في هذا الحدث ويؤكد أنه يقدم هو أيضا إسهامه في هذا المشروع كعامل في "مصنع السلام".