2015-05-05 12:49:00

البطريرك الماروني: يا مريم أمّنا إليك نكل نفوسنا وعائلاتنا وكنيستنا ووطننا


"ما أجمل المثول بين ذراعيك اللتين تبسطيهما وتباركي الجميع بالنّعَم السماوية وفقا لحاجاتهم الروحية، وتباركي وطننا لبنان وبلدان هذا الشرق الأوسط، وأنتِ من أرضه، وبواسطتك تجلّى كلُّ سرّ الله الواحد والثّالوث: فأنتِ ابنة الآب، وأمّ الابن، وعروس الرّوح القدس": هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مترئسا قداس الأحد في مزار سيدة لبنان ـ حريصا للاحتفال بعيدها في الأحد الأوّل من شهر أيار، المخصّص لتكريمها وتلاوة مسبحتها الورديّة.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أضاف غبطته يقول: لكي يتواصل نشيد "الطوبى لمريم من جيل إلى جيل"، وهو تمجيد لعظائم الله فيها وفي تاريخ البشر، كرّسنا، منذ ثلاث سنوات، لقلبها الطاهر، لأمومتها المقدسة ولشفاعتها القديرة، وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط. ونجدّد هذا التكريس في عيدها، ملتمسين للبنان الخروج من أزمة فراغ سدّة الرئاسة، بانتخاب رئيس جديد للبلاد، اليوم قبل الغد، تتوافق على شخصه الكتل السياسية والنيابية، على أن يقود هذا التوافق المسؤولين الموارنة وهم أوّل المعنيّين، بروح التجرد والمسؤولية الوطنية، من أجل حماية الجمهورية وإعادة الحياة للمجلس النيابي وتسهيل عمل الحكومة وحلّ عقدة التعيينات في المؤسسات العامّة، وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي الفاعل، في الأسرتين العربية والدولية؛ وملتمسين لبلدان الشرق الأوسط، ولاسيما لفلسطين وسوريا والعراق واليمن، السلام والاستقرار ونهاية النزاعات والحروب، وحماية الكنيسة ورعاتها وشعبها، لكي يعلنوا في هذه الأرض الممزّقة بالحديد والنار إنجيل الخلاص والسلام، وقد أُعلن منها منذ ألفي سنة للعالم كلّه. فيُصان الإيمان المسيحي، ويبقى ناميًا وفاعلاً وشاهدًا.

أضاف البطريرك الماروني يقول: نصلّي لكي يُحرّك الله بشفاعة سلطانة السلام، ضمائر حكّام الدول والجماعة الدولية فيعملوا من أجل حماية المبادئ الأساسية لحياة الشعوب، وهي: قيمة الحياة والكرامة البشرية والحرية الدينية والعيش معًا بسلام وانسجام واحترام الأقليات وحقوق الإنسان. ونصلّي من أجل شعب نيبال المنكوب من جرّاء الزلزال. نصلّي مع مريم نشيد: "تعظّم نفسي الربّ "(لو1: 46) وهو نشيد الشعب الجديد، يرفعه إلى الله للشكر على نعمه التي يفيضها في تصميم الخلاص؛ ونشيد الفقراء، وكلّنا منهم، لالتماس نعمة المسيح الشافية، وكلمته الهادية، ومحبّته التي يسكبها في قلوبنا بعطيّة الروح القدس. وإلى أمِّنا السماوية، سيدة لبنان وسلطانة السلام، نرفع صلاتنا هاتفين: يا مريم أمّنا إليك نكل نفوسنا وعائلاتنا وكنيستنا ووطننا. ونكرّس لقلبك الطاهر لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ملتمسين نهاية الأزمات والخلافات والحروب بالطرق السلميّة وراجين أن تزرعي في بلداننا هذه الاستقرار والسلام الشامل والدائم والعادل، وأن تردعي أيدي الشر التي تدمّر وتقتل وتهجّر، وتعملي على إعادتهم إلى مخافة الله وإلى إنسانيّتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.