2015-05-04 14:04:00

البابا يستقبل أساقفة جمهورية الكونغو في زيارة تقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة جمهورية الكونغو في زيارة تقليدية للأعتاب الرسولية، وسلّمهم كلمة عبّر فيها عن سروره الكبير بلقائهم لمناسبة هذه الزيارة التي تتيح تعزيز المجمعية الأسقفية ووجه من خلالهم تحية خاصة للكهنة والرهبان والراهبات ومعلمي التعليم المسيحي وكل العاملين الرعويين في أبرشياتهم، وشجعهم في عملهم الرسولي. وأشار البابا لإنشاء ثلاث أبرشيات جديدة تشهد على حيوية الكنيسة الكاثوليكية في بلادهم، وحماس الرعاة في عمل البشارة، وعبّر عن سروره باهتمام مجلس الأساقفة السنوات الماضية برسالة المؤمنين العلمانيين في الكنيسة والمجتمع، وأثنى على إسهامهم المميز في عمل البشارة وشدد على أهمية عمل الأساقفة الرعوي لمساعدة المؤمنين في اكتشاف دعوتهم وترسيخها كي يقدموا شهادة صادقة للإنجيل. وأكد الأب الأقدس أن المؤمنين العلمانيين يحتاجون أيضا للمرافقة والتنشئة للشهادة للإنجيل في المجالات الاجتماعية ـ السياسية، وأشار إلى أن رعوية العائلة هي جزء لا يتجزأ من هذه المرافقة، شاكرا أساقفة الكونغو على إسهام أبرشياتهم في سينودس الأساقفة حول العائلة.

وإذ أشار إلى أن الكهنة هم المعانون الأوائل للأساقفة، ذكّر الأب الأقدس في كلمته لأساقفة جمهورية الكونغو بأهمية الاعتناء بالكهنة، وتقديم تنشئة دائمة ليتمكنوا على الدوام من خدمة شعب الله على أفضل وجه ومرافقته روحيا، لاسيما من خلال الاحتفالات الليتورجية وعظات تُغني إيمان المؤمنين. كما رفع الأب الأقدس الشكر لله على العدد الكبير للدعوات الكهنوتية والرهبانية التي تزهر في أبرشياتهم وأشار إلى أنها تشهد على حماسهم الرسولي، وبهذا الصدد، دعا البابا فرنسيس الأساقفة لمرافقة من يشعرون بالدعوة للخدمة في كرمة الرب بحسب المواهب المتعددة، مشددا في الآن معا على أهمية تمييز الدعوات. واحتفالا بسنة الحياة المكرسة، حيّا البابا الرهبان والراهبات في جمهورية الكونغو، وأشار إلى أن التعاون المتناغم بين الأساقفة والأشخاص المكرسين على كل المستويات يعزز إعلان الإنجيل.

تابع الأب الأقدس كلمته مشيرا لمصاعب تواجهها بعض الأبرشيات بسبب قلّة الموارد المادية المحلية المتوفرة، وأشار للتضامن بين الكنائس الخاصة في بلادهم بحسب تقليد جميل يرتقي إلى الجماعات المسيحية الأولى. وفي ما يتعلق بالتضامن بين الكنائس الخاصة، شدد البابا فرنسيس على أهمية تعزيز الروح الإرسالية في أفريقيا، وأكد على أهمية التعبير عن الشركة الكنسية أيضا من خلال البعد النبوي لمهمتهم الرعوية وأشار بالتالي للتكلم بصوت واحد مستوحى من الإنجيل لإرشاد وإنارة مواطنيهم لاسيما في الأوقات الصعبة، وأكد أن هذا التماسك يتيح لهم دائما الدفاع عن الخير المشترك وخير الكنيسة، ويعزز جهودهم لمواجهة التحديات الرعوية العديدة، ومن بينها انتشار البدع.

وإذ أشار إلى أن البشارة تشكل تحديا كبيرا، تحدث البابا فرنسيس في كلمته لأساقفة جمهورية الكونغو عن التزام الكنيسة الكاثوليكية المحلية في مجال التعليم والصحة ومساعدة الأشخاص المعوزين ومن بينهم لاجئون من البلدان المجاورة. وأضاف الأب الأقدس أنه في بعض قطاعات المجتمع، تركت الجراح الناتجة عن الأزمة الخطيرة التي ضربت الكونغو في نهاية العام 1990، ندبات عميقة لم تلتئم بعد كليا. وفي هذا الإطار، أشار البابا إلى أن الكنيسة نالت رسالة مصالحة القلوب وتقريب الجماعات المنقسمة وبناء أخوة جديدة راسخة في المغفرة والتضامن.

وفي ختام كلمته لأساقفة جمهورية الكونغو في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، أشار الأب الأقدس لافتتاح مزار في أبرشية دوليزيه في لوفاكو مكرّس للرحمة الإلهية، وأمل بأن يكون هذا المزار مكانا يقصده شعب الله لترسيخ إيمانه، لاسيما لمناسبة اليوبيل الاستثنائي للرحمة، هذا ومنح قداسة البابا فرنسيس الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.