2015-05-04 13:37:00

البابا فرنسيس يزور رعيّة القديسة مريم ملكة السلام في أوستيا


زار قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد رعيّة القديسة مريم ملكة السلام في أوستيا في روما وقبل الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة توقّف الأب الأقدس لزيارة جماعة راهبات أخوات يسوع الصغيرات التي أسسها الأب شارل دو فوكو ليعود بعدها ويلتقي بأبناء الرعيّة وخصوصًا بالمرضى والأطفال والشباب والعائلات التي قدّمت أطفالها هذه السنة لينالوا سرّ العماد.

قال البابا فرنسيس في عظته: هناك كلمة رددها يسوع غالبًا ولاسيما خلال العشاء الأخير وهي: "اثبتوا فيّ". وهذه هي الحياة المسيحيّة إنها هذا الثبات في يسوع. وليشرح لنا جيدًّا معنى قوله هذا يستعمل يسوع مثل الكرمة والأغصان ويقول: "أَنا الكَرمةُ وأَنتُمُ الأَغصان". إن الثبات في يسوع يعني الاتحاد به لننال منه المحياة والمحبة والروح القدس. صحيح أننا جميعنا خطأة ولكن إن ثبتنا فيه كما يثبت الأغصان في الكرمة، فسيأتي الرب ويشذبنا قليلاً لنعطي ثمرًا أكثر، فهو يهتم بنا على الدوام.

تابع الأب الأقدس يقول الثبات في يسوع يعني أننا نريد من يسوع أن يمنحنا الحياة والمغفرة وأن يشذبنا ويقضّبنا. الثبات في يسوع هو البحث عن يسوع والصلاة. الثبات في يسوع هو عيش الأسرار: الافخارستيا والمصالحة. الثبات في يسوع – وهذه هي أصعبها – هي أن نقوم بما قام به يسوع أي أن يكون لنا مواقفه وتصرفاته. وأشار الأب الأقدس إلى أنه عندما نكذب نحن لا نثبت في يسوع، وعندما نخدع الآخرين نحن لا نثبت في يسوع بل نكون أغصانًا يابسة. لأن الثبات في يسوع هو التشبه به والقيام بالأمور التي قام بها: فعل الخير، مساعدة الآخرين، رفع الصلاة إلى الآب، الاهتمام بالمرضى ومساعدة الفقراء والتحلي بفرح الروح القدس.

أضاف البابا يقول: هناك سؤال جميل ينبغي أن نسأله لأنفسنا نحن المسحيين: هل أنا ثابت في يسوع أم أنني بعيد عنه؟ هل أنا مُتّحد بالكرمة التي تعطي الحياة أم أنني غصن يابس ميّت غير قادر على أن يثمر وأن يقدم شهادة للرب؟ كما وهناك أيضًا أغصان أخرى لم يذكرها يسوع في هذا النص الذي سمعناه ولكنه يتحدث عنهم في نصوص أخرى: إنهم الأشخاص الذين يظهرون كتلاميذ ليسوع ولكنهم يقومون بكل ما يتناقض مع التتلمذ للرب، وهؤلاء الأشخاص يسميهم يسوع في الإنجيل": مراؤون. فيسوع صالح ويدعونا جميعًا لنثبت فيه؛ هو يعطينا القوة وإن سقطنا في مزالق الخطيئة هو يسامحنا ويغفر لنا لأنه رحيم؛ لكن كلّ ما يطلبه منا فقط هو أن نثبت فيه وألا نكون مرائين!

وماذا يعطينا الرب عن ثبتنا فيه؟ تابع البابا متسائلاً، لقد سمعناه في الإنجيل: "إِذا ثَبَتُّم فيَّ وثَبَتَ كَلامي فيكُم فَاسأَلوا ما شِئتُم يَكُنْ لَكم" وهذه هي الصلاة القوية، لأن يسوع سيعطينا كل ما نسأله إياه. لكن إذا كانت صلاتنا ضعيفة فهذه علامة بأن الغصن ليس ثابت في الكرمة وبالتالي فهو لن يثمر، لذلك ختم البابا فرنسيس عظته بالقول لكي تكون صلاتنا قويّة ينبغي أن نثبت في يسوع ونتّحد به تمامًا كما يتّحد الأغصان في الكرمة. لنطلب إذًا هذه النعمة من الرب!








All the contents on this site are copyrighted ©.