2015-05-01 12:43:00

رسالة البابا فرنسيس لمناسبة افتتاح معرض ميلانو الدولي 2015


لمناسبة افتتاح معرض ميلانو الدولي 2015 صباح اليوم الجمعة الأول من أيار مايو تحت عنوان "تغذية الأرض، طاقة من أجل الحياة" وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو استهلها بالقول أنا ممتن جدًّا لفرصة ضم صوتي إلى أصوات الذين جاؤوا من أجل هذا الافتتاح. إنه صوت أسقف روما الذي يتكلّم باسم شعب الله الحاج في العالم أجمع؛ إنه صوت العديد من الفقراء الذين يشكلون جزءًا من هذا الشعب ويسعون بكرامة لكسب خبزهم بعرق جبينهم. أود أن أتحدث باسم جميع إخوتنا وأخواتنا هؤلاء، مسيحيين وغير مسيحيين أيضًا، الذين يحبهم الله كأبناء ومن أجلهم بذل حياته وكسر الخبز الذي هو جسد ابنه الذي صار بشرًا. لقد علّمنا أن نسأل الله الآب: "أعطنا خبزنا كفاف يومنا". وأشار الأب الأقدس أن هذا المعرض يشكل فرصة مناسبة من أجل عولمة التضامن، وبالتالي لا ينبغي علينا أن نضيّعها بل أن نقدّرها بملئها.

تابع البابا فرنسيس يقول يجمعنا بشكل خاص موضوع هذا المعرض "تغذية الأرض، طاقة من أجل الحياة". وعلينا أن نشكر الرب أيضًا: على اختيار موضوع مهم وجوهري... شرط أن لا يبقى مجرّد "موضوع"، شرط أن يترافق على الدوام بإدراك "للوجوه": وجوه ملايين الأشخاص الجائعين الذين لن يأكلوا اليوم بشكل يليق بشخص بشريّ. أرغب – أبتداء من اليوم – أن يتمكن كل شخص يزور معرض ميلانو، بمروره عبر هذه الأجنحة الرائعة، من الشعور بحضور هذه الوجوه. حضور خفي ولكنه ينبغي في الواقع أن يكون الرائد الحقيقي لهذا الحدث: وجوه رجال ونساء جائعين يمرضون ويموتون بسبب تغذية غير كافية أو غير سليمة.

أضاف الحبر الأعظم أن "تناقض الوفرة" – تعبير استعمله القديس يوحنا بولس الثاني في كلمته لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) – لا يزال مستمرًّا بالرغم من الجهود التي بُذلت وبعض النتائج الجيدة. والمعرض أيضًا، وبجوانب معيّنة، هو جزء من "تناقض الوفرة هذا"، إذا أطاع ثقافة الهدر والإقصاء، ولم يساهم في نموذج تنمية متساوية ومستدامة. ولنعمل كي يكون هذا المعرض فرصة لتغيير الذهنيّة، وللكف عن التفكير بأن أعمالنا اليوميّة – وفي كلِّ درجة من المسؤولية - ليس لها تأثير على حياة الذي يعاني من الجوع قريبًا كان أو بعيدًا. أفكر في العديد من الرجال والنساء الذين يقاسون الجوع وبشكل خاص العدد الهائل للأطفال الذين يموتون من الجوع في العالم.

وأشار البابا إلى أن هناك وجوهًا أخرى ستلعب أيضًا دورًا مهمًّا في المعرض العالمي: وجوه العديد من العاملين والباحثين في القطاع الغذائي. ليمنح الرب كلاً منهم الحكمة والشجاعة، لأن مسؤوليتهم كبيرة. أتمنى أن تسمح هذه الخبرة لرجال الأعمال والتجار والمفكرين بأن يشعروا بأنهم يشاركون في مشروع تضامن كبير: مشروع تغذية الأرض في احترام كل رجل وامرأة يقيمون فيها واحترام الطبيعة. إنه تحدٍّ كبير يدعو الله إليه البشريّة في القرن الحادي والعشرين: الكف نهائيًّا عن استغلال الأرض التي أوكلها الله إلينا، كي يتمكن الجميع من أن يأكلوا من ثمار هذه الأرض. إن الالتزام بهذا المشروع يعطي كرامة كاملة لعمل من يُنتج ومن يبحث في مجال التغذية.

وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو لمناسبة افتتاح معرض ميلانو الدولي 2015 بالقول: ليساعدنا الرب كي نفهم بمسؤوليّة هذه الفرصة الكبيرة. وليعطنا، هو الحب، الطاقة الحقيقية من أجل الحياة: المحبة لمقاسمة الخبز، "خبزنا اليومي" بسلام وأخوّة؛ كي لا يفتقر كل رجل وامرأة إلى الخبز وكرامة العمل. 








All the contents on this site are copyrighted ©.