2015-04-30 13:22:00

البابا يستقبل أعضاء اللجنة الدولية الأنغليكانية الكاثوليكية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان أعضاء اللجنة الدولية الأنغليكانية الكاثوليكية، ووجه لضيوفه العشرين كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم في الفاتيكان وقال إن اللجنة تعقد في هذه الأيام جلسة جديدة للحوار، الذي يتطرق حاليا إلى العلاقة بين الكنيسة الجامعة والكنيسة المحلية، مع الإشارة إلى عمليات اتخاذ القرارات المرتبطة بمسائل أدبية وخلقية. وتمنى فرنسيس لضيوفه أن تأتي جلسات الحوار هذه بالثمار المرجوة.

بعدها أشار إلى أن الحوار بين الأنغليكان والكاثوليك جاء ثمرة اللقاء التاريخي الذي تم منذ قرابة النصف قرن بين البابا الراحل بولس السادس ورئيس الأساقفة رامسي، وقد أطلق هذا اللقاء اللجنة الدولية الأنغليكيانية ـ الكاثوليكية الأولى. في تلك المناسبة صلّى الرجلان بثقة كي يتحقق حوار جدي مرتكز إلى الأناجيل والتقاليد العريقة المشتركة وأن يؤدي هذا الحوار إلى الوحدة في الحقيقة التي صلّى من أجلها المسيح، وهذا ما جاء في الإعلان المشترك الصادر عن البابا بولس السادس ورأس الكنيسة الأنغليكانية آنذاك الدكتور مايكل رامسي، خلال لقائهما التاريخي في روما في الرابع والعشرين من آذار مارس من العام 1966.

وأكد البابا فرنسيس أن هذا الهدف لم يتحقق بعد، معربا عن ثقته بأن الروح القدس يواصل دفعنا في هذا الاتجاه على الرغم من الصعوبات والتحديات الجديدة. واعتبر البابا أن حضور أعضاء اللجنة الدولية الأنغليكانية الكاثوليكية في روما يأتي اليوم دلالة على قدرة التقليد الإيماني والتاريخ المتقاسم بين الكنيستين على دعم الجهود الرامية إلى تخطي العراقيل التي تحول دون الشركة التامة بين الطرفين. وقال البابا: إذ ندرك أهمية التحديات التي تنتظرنا إننا واثقون بأننا سننجح في تحقيق انجازات كثيرة معا.

بعدها لفت البابا إلى أن أعضاء اللجنة الدولية سيُصدرون خمسة إعلانات مشتركة التي تم التوصل إليها خلال المرحلة الثانية من الحوار الأنغليكاني ـ الكاثوليكي، وستكون هذه الإعلانات مرفقة بتعليقات الجانبين. وعبّر عن امتنانه لضيوفه على الجهود التي يبذلونها في هذا الإطار، مشيرا إلى أن عملهم يذكّر الجميع بأن العلاقة المسكونية والحوار ليسا مسألة جانبية في حياة الكنائس. وقال البابا فرنسيس إن ثمة من يرغبون في تحقيق المزيد من الانجازات باتجاه الوحدة بعد مضي خمسين سنة على انطلاقة الحوار مؤكدا أنه على الرغم من الصعوبات لا يسعنا أن نستسلم للإحباط.

بعدها تطرق البابا إلى رابط قوي يوحد الكنيستين، على الرغم من كل الاختلافات، ألا وهو شهادة المسيحيين المنتمين إلى كنائس وتقاليد مختلفة، والذين يتعرضون للاضطهادات والعنف بسبب إيمانهم وحسب. واعتبر أن دماء هؤلاء الشهداء ستروي حقبة جديدة من الالتزام المسكوني ورغبة شغوفة في إتمام مشيئة الرب أي أن يكونوا واحدا. وشهادة أخوتنا وأخواتنا المسيحيين ـ قال البابا ـ تحثنا على الالتزام أكثر برسالة الإنجيل والسعي بجهد إلى تحقيق ما يريده الرب لكنيسته. إن عالم اليوم هو بأمس الحاجة إلى الشهادة المشتركة والفرحة للمسيحيين وإلى الدفاع عن الحياة والكرامة البشرية وتعزيز السلام والعدالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.