2015-04-30 13:54:00

البابا فرنسيس: المسيحي تاريخ وخدمة


"المسيحي يعيش في تاريخ خطيئة ونعمة، ويجد نفسه على الدوام أمام خيارين أن يخدم الإخوة أو أن يستخدمهم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

التاريخ والخدمة: استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من أعمال الرسل ليتوقف في تأمُّله عند هذين الجانبين اللذين يميّزان هويّة المسيحي، وقال إن القديسين بطرس وبولس والرسل الأوائل لم يبشروا بيسوع بدون التاريخ، بل بشّروا به داخل تاريخ الشعب، شعب جعله الله يسير عبر العصور ليصل إلى نضوجه الكامل إلى ملء الزمن. فالله يدخل التاريخ ويسير مع شعبه.

تابع البابا فرنسيس يقول إن المسيحي هو رجل أو امرأة تاريخ، لأنه لا ينتمي إلى نفسه بل إلى شعب يسير. لا يمكننا أن نفكّر بأنانية مسيحية، لأن المسيحي ليس رجل روحي أو امرأة روحيّة يعيشون في مختبر، بل هو رجل روحي أو امرأة روحيّة ينتمي إلى شعب ذات تاريخ طويل ويتابع مسيرته إلى أن يعود الرب.

أضاف الأب الأقدس يقول هذا التاريخ هو تاريخ نعمة ولكنّه أيضًا تاريخ خطيئة. كم من الخطأة والمجرمين! وفي القراءة التي يقدمها لنا أعمال الرسل اليوم أيضًا يذكر القديس بولس الملك داود القديس ولكنه قبل أن يصبح قديسًا كان خاطئًا كبيرًا. إن تاريخنا يحتوي على العديد من القديسين والخطأة، وكذلك التاريخ الشخصي لكل فرد منا يحتوي على خطايانا ولكنه يحتوي أيضًا على نعمة الرب الذي يقيم معنا ويرافقنا في خطيئتنا ليغفر لنا وفي النعمة. وبالتالي لا توجد هوية مسيحية بدون تاريخ.

أما الجانب الثاني الذي يميّز الهوية المسيحية فهو الخدمة: فيسوع يغسل أرجُلَ التلاميذ ويدعونا للتشبُّه به أي للخدمة. فهويّة المسيحي هي الخدمة ولا الأنانيّة. قد يقول لي أحدكم: "يا أبت ولكننا جميعًا أنانيين" نعم ولكنها خطيئة وليست عادة ينبغي الابتعاد عنها. لنطلب المغفرة من الرب ولنسأله أن يحوّلنا. نحن مدعوون للخدمة. أن نكون مسيحيين ليس مجرّد انتماء أو أسلوب تصرف اجتماعي، كما وأنه ليس تبرُّجًا للروح لكي تبدو أجمل. أن يكون المرء مسيحيًّا يعني أن يقوم بما قام به يسوع أي أن يخدم. وختم البابا عظته حاثًا الجميع ليسأل كلٌّ منا نفسه: "ماذا أفعل في قلبي؟ هل أجعل الآخرين يخدمونني، أو هل أستخدم الآخرين والجماعة وعائلتي وأصدقائي أم أنني أخدمهم وأضع نفسي في خدمتهم؟"

 








All the contents on this site are copyrighted ©.