2015-04-17 11:53:00

رئيس الأساقفة أوزا: المجتمعات المستقرة لا تُبنى على أساس الفردانية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الخميس أمام المشاركين في أعمال الدورة الثامنة والأربعين للجنة المعنية بالسكان والتنمية حول موضوع "تحقيق الهدف الذي نريد: دمج مسائل السكان في التنمية المستدامة بما في ذلك أجندة التنمية لما بعد العام 2015". استهل سيادته كلمته مهنئا المنظمة على عقد هذا اللقاء ومؤكدا أن الكرسي الرسولي يتطلع إلى الإسهام بشكل بنّاء في الجهود التي تبذلها اللجنة المذكورة لإيجاد السبل الملائمة لدمج مسائل السكان في أجندة التنمية لما بعد العام 2015. وأكد أن البشرية تريد بطبعها أن تكون مثمرة وأن تزدهر، كما أن النمو هو علامة للصحة والتقدّم. وعلى الرغم من المخاطر المحدقة بكل تقدّم بشري واجتماعي إلا أن هناك فرصا لإدارة هذا النمو بطريقة مسؤولة ومستدامة وبشكل يعود بالفائدة على خير المجتمع ككل.

وشدد الدبلوماسي الفاتيكاني على ضرورة أن تأخذ أجندة التنمية لما بعد العام 2015 في عين الاعتبار أهمية تحسين نوعية حياة الأجيال الحالية، وضمان التكافؤ في إمكانية الإفادة من الموارد واستئصال الفقر وتبني نماذج مستدامة للاستهلاك وإدارة أفضل للبيئة. ولم يُخف رئيس الأساقفة أوزا قلق الكرسي الرسولي حيال اعتبار البعض أن ارتفاع عدد سكان الأرض يشكل عائقا في وجه النمو، ودعا أيضا إلى تفادي فرض سياسات وأشكال خفية من الإكراه التي لا تحترم قيم الشعوب والمجتمعات.

هذا ثم أكد سيادته أنه في البلدان النامية، غالبا ما ينمو الاقتصاد مع نمو السكان، وهذا يشير إلى أن التحدي المطروح أمامنا اليوم لا يكمن في ارتفاع عدد السكان بل في صياغة سياسات وبرامج تحفّز التشغيل وتضمن الاستثمارات في الخدمات العامة الأساسية وتوفّر إدارة أفضل لموارد الأرض وحوكمة أنجع وتشجيع عملية نقل التكنولوجيات التي تحتاج إليها الدول النامية كي تتمكن من تلبية احتياجاتها بنفسها. في ختام كلمته أكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة أن الازدهار المتقاسم لا يتحقق من خلال الأنانية، وأن المجتمعات المستقرة لا تُبنى على أساس الفردانية بل تنبع من ثقافة التضامن، وتنظر إلى الكائن البشري كعامل للنمو لا كعائق له.








All the contents on this site are copyrighted ©.