2015-04-13 14:25:00

البابا فرنسيس: مسيرة الكنيسة هي مسيرة الجرأة وقول الأمور بحريّة


"مسيرة الكنيسة هي مسيرة الجرأة والصدق وقول الأمور بحريّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أن الروح القدس وحده قادر على تغيير مواقفنا وتاريخ حياتنا وعلى إعطائنا الشجاعة تمامًا كما اختبروه الرسل بعد قيامة يسوع.

"أما نحن فلا نستطيع السكوت عن ذكر ما رأينا وما سمعنا" استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقًا من قول الرسولين بطرس ويوحنا هذا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من أعمال الرسل، وقال: بعد الأعجوبة التي قام بها بطرس ويوحنا وُضعا في السجن وتعرّضا للتهديد من قبل الأحبار والشيوخ الذين نهَوهُما عن ذكر اسم يسوع والتعليم به ولكنهما خرجا ورجعا إلى الإخوة وشجّعاهم على إعلان كلمة الله "بجرأة" ورفعوا الصلاة إلى الرب سائلينه أن "ينظر إلى وعيدهم" ويمنح عبيده نعمة "أن يعلنوا كلمته بكلِّ جرأة".

تابع الأب الأقدس يقول إن رسالة الكنيسة اليوم هي أيضًا رسالة مسيرة الجرأة والشجاعة المسيحيّة. هذان التلميذان البسيطان - كما يخبرنا الكتاب المقدّس – وغير المتعلمان قد تحليا بالشجاعة، وهي كلمة يمكن ترجمتها أيضًا بكلمة "جرأة" و"حرية التعبير" و"عدم الخوف من تسمية الأمور بأسمائها..." إنها كلمة تحمل الكثير من المعاني، الجرأة... لقد انتقلا من الخوف إلى جرأة قول الأمور بحريّة.

بعدها توقف الحبر الأعظم في تأمله الصباحي عند الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس يوحنا والذي يخبرنا عن الحوار الذي تمّ بين يسوع ونيقوديموس حول الولادة الثانية والحياة الجديدة المختلفة عن الأولى. وفي هذا الحوار وفي مسيرة الجرأة والصراحة هذه تابع البابا مؤكدًا أن الروح القدس هو المحرّك الحقيقي لأنه هو القادر وحده على منحنا نعمة الشجاعة لإعلان يسوع المسيح، وشجاعة الإعلان هذه هي ما يميّزنا عن "الاقتناص" فنحن لسنا بصدد "الترويج الإعلاني" ليسوع المسيح، لنزيد عدد الشركاء أو المنتسبين إلى مجتمعنا الروحي! هذا الأمر لا ينفع وليس أمرًا مسيحيًّا؛ لأن ما يقوم به المسيحي هو الإعلان بشجاعة وإعلان يسوع المسيح يولِّدُ فينا، من خلال الروح القدس، تلك الدهشة التي تجعلنا نسير قدمًا.

أضاف البابا فرنسيس يقول إن المحرِّك الحقيقي لهذا كله هو الروح القدس. فعندما يتحدث يسوع عن الولادة الجديدة هو يفهمنا بأن الروح القدس هو الذي يغيّرنا، فهو كالريح يهب حيث يشاء ونحن نسمع صوته. وحده الروح القدس قادر على جعلنا نغيّر مواقفنا وتاريخ حياتنا وانتمائنا. وتابع الأب الأقدس يقول إن الروح القدس هو الذي أعطى هذه القوة لهؤلاء الرجال البسطاء وغير المتعلّمين، كبطرس ويوحنا، ليعلنوا يسوع المسيح حتى الشهادة الأخيرة: أي الاستشهاد. إن مسيرة الشجاعة المسيحية هي نعمة يعطيها الروح القدس. هناك دروب كثيرة يمكننا اتخاذها وهي ستعطينا أيضًا نوعًا من الشجاعة وإنما ينبغي علينا أن نتذكّر على الدوام أنه بإمكاننا القيام بأمور كثيرة بدون الروح القدس ولكنها ستكون مجرد أعمال مُكثَّفة ولن تفيدنا بشيء.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: تُحضِّرنا الكنيسة، بعد الفصح، لننال الروح القدس، لذلك باحتفالنا بسرّ موت وقيامة يسوع يمكننا أن نتذكر تاريخ الخلاص بأكمله ونطلب نعمة الروح القدس الذي يعطينا الشجاعة لنعلن يسوع المسيح!          








All the contents on this site are copyrighted ©.