2015-04-07 14:07:00

بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك: قيامة المسيح أساس حضارة الحياة والرجاء


تحت عنوان "قيامة المسيح أساس حضارة الحياة والرجاء الثابت" وجه بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك الانبا إبراهيم اسحق رسالته لعيد القيامة 2015 قال فيها إن موت المسيح وقيامته هو طريق النور الذي يعطي حياة جديدة بعد عبور الموت. حدث قيامة المسيح حي في وجدان المؤمنين، حاضر في الماضي والحاضر والمستقبل، فهو حجر الزاوية في بناء إيماننا. نوقد الشموع في هذه الذكرى رمزًا لنور المسيح الذي شق ظلام الخطيئة والإثم وأنتصر وداس الموت بموته. إن يوم قيامة المسيح هو أعظم أيام التاريخ البشري، به أكمل المسيح رسالة خلق الإنسان وأعاده إلى البنوة الإلهية، وأكد لنا أن حياة جديدة أعطيت للبشر، الحياة بعد قيامة المسيح اتخذت مسارًا جديدًا، وأخلاقًا جديدة ورجاء جديدًا.

ومما جاء في رسالة بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك لعيد القيامة: إن قيامة المسيح هي أساس حضارة الحياة. إن قيامة رب المجد تصرخ في الشباب المؤمن داعية إياه أن لا يستجيب لثقافة الموت أيًّا كانت الوسائل والغايات التي تحركها. لابد للمؤمنين أن يكسروا دوائر وسلاسل العنف المنتشرة في جوانب حياتنا، لابد للمؤمنين أن يتقدّموا رافعين رايات إنجيل المحبة التي تجعل شمس الخالق تشرق على الأشرار والأبرار. فالله سيد التاريخ هو إله حياة ليس إله موت. يمنحنا الله النعمة والقوة، بقيامته من بين الأموات، لنسهر على حراسة الحياة بمحبتنا لإله الحياة، وحراسة السعادة بمحبتنا للقريب الذي هو شريكنا في الحياة. فقط بالمحبة نفوز بعالم أفضل، فقط بالمحبة نتمتع بالحياة كعطية من الله.

وتابع البطريرك إبراهيم اسحق رسالته قائلا: قام المسيح ليعطي السلام لقلب المؤمن، إنه هو ذاته السلام، إن العالم يمر بين زمن وزمن بالحروب والكوارث والصراع وليس غير المسيح يخلص العالم من آلامه وأحزانه إذا سادت شريعة المحبة، وسرت روح التضحية والفداء، وأحب الإنسان أخاه الإنسان كنفسه، فهنا يسقط الخوف من الحاضر والمستقبل، فقيامة المسيح أرست الأمن في قلوب المؤمنين وعمقت الرجاء بالخلاص في حياتهم .

بعد قيامته من الموت التقى المسيح رسله وتلاميذه ليؤكد لهم صدق الرجاء في شخصه والإيمان برسالته والسير في الدرب الذي سلكه، درب النور والنقاء والمحبة، ويشهد رسوله بولس بأن الرجاء الحقيقي هو في المسيح القائم من الموت، وليس في هذه الحياة العابرة أو في الأشياء التي تبلى أو في الشهوات التي لا تُشبع، بل وحده المسيح ومن آمن به لا يجوع ومن اتحد به لا يعطش ( سفر الرؤيا 21 : 4 ، يوحنا 6 : 35 ، 1 كورنتس 15 : 12). قيامة المسيح من الموت حقيقة إيمانية وتاريخية، زرع بقيامته الحياة والرجاء الثابت فلا ينبغي أن نيأس أمام التحديات المعاصرة، ولا موجات الإلحاد ورفض القيم الروحية ولا المعاداة للتعاليم الإلهية المسيحية، قيامة المسيح أسقطت سلطان الشر، فمهما أشتد فإن الرجاء في المسيح يحفظ إنسانيتنا ويصون وطننا ويقوي عزيمة شعبنا. نصلي من أجل كل من يعمل من أجل بناء ونشر ثقافة الحياة وزرع الرجاء في قلب من هو في حاجة إلى رجاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.