2015-04-04 12:50:00

رسالة البطريرك يونان لعيد القيامة: المسيح قام... وأقامنا معه


تحت عنوان "المسيح قام... وأقامنا معه" وجّه بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لعيد القيامة 2015 وقال فيها: يطيب لنا في مستهلّ رسالتنا لمناسبة عيد القيامة المجيدة، أن نتوجّه بالتهاني والتمنّيات إلى أساقفة كنيستنا السريانية وكهنتها وشمامستها ورهبانها وراهباتها وأبنائها وبناتها، وإلى إخوتنا من الكنائس الشقيقة، وجميع المواطنين ذوي الإرادة الصالحة، حيثما وُجدوا، في لبنان وبلدان الشرق وعالم الإنتشار. نحيّيهم بالمحبة، ونرجو للجميع أن يهنأوا بالسلام الحقيقي الآتي من عند الله، والذي حمله الرب يسوع المنبعث ظافرًا من القبر لتلاميذه الخائفين في العلية، فأفاض في نفوسهم صفاء السلام.

وأضاف البطريرك يونان: في عيد القيامة نؤمن بأننا قادرون على التحرّر من الخطيئة لنغلب الموت وذلك بنعمة الأسرار المقدسة. إذ نموت بها عن الخطيئة لنقوم مع الرب لحياة جديدة، ساعين إلى مشاركته مجد الحياة الإلهية في السماء، ونحن منتظرون مجيئه الثاني بالمجد برجاء وطيد لا يخيّب صاحبه. فليكن هذا العيد المجيد مناسبة للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة والعزم الثابت بالعمل على مرضاته. إنه مناسبة للعودة إلى الذات، فنلقي نورًا في أعماق نفوسنا لنرى ما إذا كنّا نسير بصدق وإخلاص مع ذواتنا، ومع إيماننا بالمسيح القائم والذي أقامنا معه، فننزع عنّا إنساننا العتيق ونلبس الإنسان الجديد. 

ومما جاء في رسالة البطريرك يونان نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك: عيد القيامة هو رمز انتصار النور على الظلمة ووعد أكيد بغلبة الخير على الشر. والكلّ يعلم كم أنّ عالمنا اليوم وشرقنا الأوسط بنوع خاص بحاجة إلى النعم الإلهية كي يدحر الشرّ المتربّص بأوطاننا وشعوبنا وحضاراتنا. إننا من موقعنا كرعاة روحيين نكثّف الصلوات والأدعية مع جميع أبناء شعبنا من إكليروس ومؤمنين، ومع الكنائس والجمعيات والأفراد الذين يشعرون ويتألّمون للمآسي المخيفة التي حلّت بنا في العراق وسوريا، وهم لا يزالون يتخوّفون وإيّانا بسبب الأخطار التي تحدق بنا. نصلّي إلى الرب المنبعث من الموت، كي يبعث قوّة رجائه في نفوس أبنائنا وبناتنا المتألّمين والمهدَّدين بوجودهم في الشرق، فلا تثبط عزائمهم، بل يرفعون رؤوسهم ثابتين في وطنهم، أرض الآباء والأجداد. ونضرع إلى المخلّص الذي حمل صليبه من أجلنا وغلب الموت بقيامته، كي يشدّد بنعمة قيامته قلوبهم وعزائمهم للتغلّب على المخاوف والتعالي على جراح الجسد والنفس.

نتوجّه بشكل خاص بمحبّة أبوية وتضامن كلّي ـ قال بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي في رسالته ـ إلى أبنائنا وبناتنا في بغداد والبصرة وإقليم كردستان وكركوك، وإلى المقتلَعين من ديارهم قسرًا في مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، إكليروسًا ومؤمنين، ضارعين إلى الرب المنتصر على الموت، أن يعينهم على حمل صليب آلام النزوح والتهجير، واثقين بأنّ درب الآلام لا بدّ وأن تنتهي بالقيامة، التي تعدهم بالغلبة على الظلمة والاستبداد، مع أملنا الوطيد بأن يسرع المعنيون بتحرير الموصل وسهل نينوى من الجماعات الإرهابية المفسدة، ليعود أهلنا إلى قراهم ومدنهم ومنازلهم آمنين سالمين، وتعود أجراس الكنائس لتقرع متهللة وشاهدة على التجذّر المسيحي في بلاد الرافدين، إيمانًا بإله المحبّة والسلام. وأضاف البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان: أربع سنوات عادت بها سوريا أجيالاً إلى الوراء، وسمحت للمجموعات التكفيرية بسط جهلها وإجرامها ولا إنسانيتها على مساحات شاسعة من سوريا، وآخرها كان تهجير المسيحيين من قراهم في ريف الحسكة في الخابور، حيث أُحرِقت الكنائس، وخُطف وقُتل عشرات الأطفال والنساء والشيوخ، وحيث الآلاف اقتُلعوا غدرًا من بيوتهم وقراهم. إنّنا نتوجّه بمحبّة وتضامن كامل مع أبنائنا وبناتنا في أبرشياتنا السريانية الأربع في سوريا، في دمشق، وحمص وحماة والنبك، وحلب، والجزيرة، سائلين ربّ القيامة والحياة أن ينهي محنتهم ويبسط أمنه وسلامه في ربوعهم. إنّنا نصلّي إلى الرب المنتصر على الموت كي تكون قيامته قيامة للبنان ومناسبة لاجتماع مختلف اللبنانيين وتفاهُمهم اليوم قبل الغد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي ختام رسالته لعيد القيامة، قال بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي: أيّها الربّ يسوع، بموتك وقيامتك منحت الحياة الجديدة للإنسان والعالم، وولدت البشرية الجديدة المتمثّلة بالكنيسة. في هذا العيد المجيد، عيد قيامتك من بين الأموات، نبدأ معك، وبنعمتك وبنور إنجيلك وإلهامات الروح القدس، حياة جديدة في نمطها وأعمالها، في مسلكها ورؤيتها. أعطنا أن نستنير دائمًا بكلام إنجيلك وتعليم الكنيسة، فنصبح شهودًا لكَ في عائلاتنا ومجتمعاتنا ومؤسّساتنا وأوطاننا.








All the contents on this site are copyrighted ©.