2015-04-03 12:20:00

البابا فرنسيس: يسوع يحبّنا بلا حدود وحتى النهاية


إفتتح قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الخميس الثلاثيّة الفصحيّة مترئسًا قداس عشاء الرب في كنيسة "الأبانا" في سجن ريبيبيا في روما كما واحتفل الأب الأقدس أيضًا برتبة الغسل وغسل أرجل اثني عشر شخصًا من المساجين: ست نساء وستة رجال من  مختلف الأعمار والاثنيات في جوّ من التأثُّر والدموع.

"يسوع قد أحبّنا، يسوع يحبّنا بلا حدود وحتى النهاية، لدرجة أنه بذل حياته من أجلنا، من أجل كل فرد منا" بهذه الكلمات توجّه الأب الأقدس في عظته لهؤلاء الرجال والنساء الذين طبعت وجوههم بالألم وبالقساوة أحيانًا ولكنها كانت تلين وتشع تأثُّرًا حتى الدموع لدى رؤيتهم للأب الأقدس وإصغائهم لكلماته، وقد ذكّر البابا فرنسيس هؤلاء الرجل والنساء الذين حصرت حياتهم وراء قضبان السجن بأن محبّة يسوع لا تُخيّبنا أبدًا.

قال الأب الأقدس إن محبة يسوع لنا لا تعرف الحدود، وهو لا يكل من محبتنا جميعًا دائمًا وأبدًا. يحبنا جميعًا لدرجة أنه بذل حياته من أجلنا: نعم لقد بذل حياته من أجلنا جميعًا، لقد بذل حياته من أجل كل فرد منا وكل منا باستطاعته أن يقول: "لقد بذل حياته من أجلي". لقد بذل حياته من أجلك ومن أجلي... من أجل كل بمفرده باسمه وشهرته. هكذا هي محبّته: شخصيّة. إن محبة يسوع لا تخيّبنا أبدًا، لأنّه لا يتعب أبدًا من محبتنا ومسامحتنا، لا يتعب أبدًا من معانقتنا... وهذا ما أردت أن أقوله لكم أولاً: يسوع قد أحبنا، فردًا فردًا وحتى النهاية!

تابع البابا فرنسيس يقول في ذاك الخميس الذي كان فيه يسوع جالسًا على المائدة مع تلاميذه قام بتصرّف لم يفهموه، غسل أرجلهم؛ لقد كانت عادة سائدة في ذلك الوقت أن تُغسل رجلي من يدخل إلى البيت من غبار الطريق، لكنها كانت مهمة العبيد وليست مهمة رب البيت... ففي ذلك الوقت لم تكن الطرقات مرصوفة وكانت الغبار تملأ الطريق، ولذلك لدى دخول أي بيت كانت تُغسل رجلي الضيف، وكانت هذه مهمة العبيد. ويسوع يغسل كالعبد أرجلنا وأرجل تلاميذه ولذلك قال يسوع لبطرس: "ما أَنا فاعِل، أَنتَ لا تَعرِفُه الآن، ولكِنَّكَ ستُدرِكُه بَعدَ حين". ما أعظم محبة يسوع لنا، فقد جعلت منه عبدًا لنا ليخدمنا ويشفينا ويطهرنا. واليوم في هذه الذبيحة الإلهيّة تريد الكنيسة أن يغسل الكاهن أرجل أثني عشر شخصًا كذكرى للتلاميذ الإثني عشر ولكن ينبغي أن يكون في قلبنا اليقين والثقة بأن الرب عندما يغسل أرجلنا هو يغسلنا بكليتنا، يطهّرنا ويجعلنا نشعر بحبّه مجدّدًا. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: نجد في الكتاب المقدّس آية رائعة للنبي أشعيا: "أتنسى المرأة رَضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى ولو نسيت النساء فأنا لا أنساك!" هذه هي محبّة الله لنا!

وقبل أن يبدأ البابا فرنسيس برتبة الغسل توجّه إلى الحاضرين بالقول: اليوم سأغسل أنا أيضًا أرجل اثني عشر شخصًا منكم، ولكن في هؤلاء الإخوة والأخوات يحضر أيضًا كل شخص منكم، ولكنني احتاج إلى أن يغسلني الرب أيضًا ولذلك أسألكم أن تصلوا في هذه الذبيحة الإلهيّة لكي يغسلني الرب من أوساخي فأصبح أكثر عبدًا لكم وأكثر عبدًا في خدمة الناس على مثال يسوع!

 








All the contents on this site are copyrighted ©.