2015-04-02 14:55:00

مقابلة مع الكاردينال فرناندو فيلوني خلال زيارته للعراق


يقوم رئيس مجمع تبشير الشعوب الكاردينال فرناندو فيلوني خلال هذه الأيام بزيارة إلى العراق من أجل التعبير عن قرب الكنيسة الكاثوليكية والبابا فرنسيس من الكنائس المحلية في خضم الأوضاع الصعبة التي تمر بها تزامنا مع أسبوع الآلام. وبعد أن زار العاصمة بغداد ومدينة إربيل الشمالية قام الضيف الفاتيكاني بجولات على عدد من القرى شمال العراق حيث حمل لسكانها المسيحيين بركات البابا فرنسيس بالإضافة إلى مساعدة مادية خُصصت لشعب أنهكته أعمال العنف وسنوات من الحروب المتتالية.

وللمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة هاتفية مع الكاردينال فيلوني الذي أكد أنه شاء من خلال هذه الزيارة أن يلتقي برئيس مجلس النواب العراقي والسلطات في إقليم كردستان العراق لافتا إلى أن جميع المسؤولين السياسيين الذين اجتمع بهم أكدوا له أن أوضاع المسيحيين تحتل مرتبة رئيسة بين أولوياتهم وأنهم حريصون على عدم زوال الجماعات المسيحية من المنطقة. وتابع نيافته يقول: هذا يبدو بالنسبة لي أمرا جيدا جدا من الناحية السياسية خصوصا وأن مواقف السلطات الرسمية يمكنها أن تبعث الأمل في قلوب المسيحيين وتشجعهم على البقاء في بلادهم والتطلع إلى إعادة بناء حياتهم في المستقبل.

وأكد الضيف الفاتيكاني في حديثه لإذاعتنا أنه ذكّر الممثلين عن السلطات الرسمية بسنة الرحمة التي دعا إليها البابا فرنسيس مشددا على ضرورة أن يتعلم الأخوة المسلمون أن يعيشوا هم أيضا سنة من الرحمة لاسيما لكونهم يؤمنون هم أيضا بإله "رحمن رحيم". واعتبر أن هذا الاحتفال المشترك يفسح المجال أمام المسيحيين والمسلمين كي يعيدوا بناء علاقات الأخوة والقربة لأنه يمكن تحقيق السلام والمصالحة والرحمة إذا ما تم الاتكال على الله.

هذا ثم أوضح نيافته أنه التقى خلال الأيام القليلة الماضية مجموعات من اللاجئين في بغداد وأيضا خلال زيارته لعمان، ولفت إلى أن أوضاع هؤلاء اللاجئين تحسنت اليوم قياسا بشهر آب أغسطس الماضي تاريخ الزيارة الأخيرة التي قام بها الكاردينال فيلوني إلى العراق. وأشار إلى أن ثمة عائلات كثيرة وجدت مأوى لها ولم تعد توجد عائلات تبيت في الشارع، كما كانت الحال في السابق بيد أن الأوضاع تبقى صعبة وحساسة للغاية.

وفي رد على سؤال بشأن تضامن الجماعة الدولية مع اللاجئين والمهجرين في العراق، قال رئيس مجمع تبشير الشعوب إنه التقى بأشخاص كثيرين خلال هذه الأيام أكدوا له أن النسبة الأكبر من المساعدات التي حصل عليها النازحون المسيحيون وغير المسيحيين، وصلت بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الخيرية التابعة لها، مع أن هناك العديد من المنظمات الدولية الأوروبية والأمريكية الناشطة في المنطقة والساعية إلى تلبية احتياجات السكان في وقت يبدو فيه أن الأزمة ستستمر لفترة طويلة. وشدد على ضرورة تشجيع اللاجئين على التسلح بالصبر وترقب العودة إلى ديارهم على الرغم من صعوبة الأوضاع.

أما بشأن الزيارة التي يقوم بها لمناسبة أسبوع الآلام، قال المسؤول الفاتيكاني إن هذه المبادرة ـ وهي ليست فريدة من نوعها ـ تكتسب أهمية كبرى خصوصا من الناحية الروحية لأنها تأتي لتثمين معاناة وآلام هؤلاء الأشخاص تزامنا مع الاحتفال بسر آلام المسيح، بيد أن هناك علامات استفهام كثيرة تُطرح حول مدى استمرار هذه الأزمة. وقال نيافته أيضا إنه تحدث إلى العديد من الأشخاص الذين التقى بهم وأكد لهم أن سرّ آلامهم ثمين بعيني الله لأن هذا السر يتحد مع سر آلام المسيح خلال أسبوع الآلام الذي نحتفل به كما لفت إلى أن جولته على القرى العراقية الشمالية لن تقتصر فقط على القرى المسيحية إذ ستشمل أيضا عددا من قرى الأيزيديين وأتباع الديانات الأخرى.

في ختام حديثه لإذاعتنا وفي رد على سؤال بشأن الرسالة التي يريد أن يوجهها اليوم إلى العراقيين قال الكاردينال فيلوني إن هذه الرسالة لا تختلف إطلاقا عن الرسالة التي أطلقها البابا فرنسيس خلال احتفاله بقداس الشعانين يوم الأحد الفائت لافتا إلى أن الاحتفال بعيد الفصح بروح من الاتحاد مع هؤلاء الأخوة والأخوات أمر جميل للغاية. وأوضح أن زيارته هذه للعراق تأتي أيضا للتعبير عن تضامن أبرشية روما مع المسيحيين، مشيرا إلى أن عائلات روما حمّلته ستة آلاف قطعة من الحلوى بشكل حمامة التي يتم توزيعها في مختلف القرى الشمالية للعراق وتأتي كرمز للسلام. 








All the contents on this site are copyrighted ©.