2015-04-02 12:51:00

عظة بطريرك القدس للاتين في قداس خميس الأسرار


ترأس بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال قداس خميس الأسرار في كنيسة القيامة وألقى عظة استهلها بالقول: أيها الكهنة الأعزاء، الذين تحتفل بهم الكنيسة اليوم متذكرة تأسيس سرّ الكهنوت المقدس. أود أن أعبّر لكم، باسم كنيسة القدس، عن شكرنا، وأن أتمنى لكم عيدا مباركا. هذا اليوم هو يومكم. يهدف احتفالنا هذا للكشف عن عمق السرّ الذي يتم الإعلان عنه في هذا اليوم، ويصل إلى تمامه يوم الجمعة العظيمة ويُحتفل به في كل قدّاس. يرتبط هذا السرّ أيضا ارتباطا وثيقا بمشهد غسل الأرجل. واليوم، خلال هذه السنة المخصصة للحياة المكرسة، ها نحن نحتفل بسرّ المحبة التي خصّنا بها يسوع جميعا، أساقفة وكهنة ومكرسين وعلمانيين، بل المحبة التي خص بها العالم كله. محبة شاملة، تعطي ذاتها "إلى أقصى الحدود".

وممّا جاء في عظة البطريرك طوال نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، مدركين أننا خطأة وأننا نفتقر إلى المحبة الحقيقية، فلنتكل على رحمة الله بكل ثقة. فلندع المسيح يغسلنا، كي نتذوق فرح المغفرة في سرّ المصالحة. إن طلب مغفرة الله هو فعْل حقيقة وتواضع، ومن خلال هذا الرجوع إلى الله بالذات، ندخل في علاقة حبّ وتبادل مع من خلّصنا. لقد فهمَت ذلك جيدا ابنتانا الفلسطينيتان العزيزتان اللتان ستصبحان قديستين في السابع عشر من أيار مايو المقبل: الأم ماري ألفونسين غطاس والأخت مريم ليسوع المصلوب (بواردي). لقد فهمت هاتان الراهبتان ذلك جيداً فقررتا عيش حياة مكرسة للصلاة في التواضع والتوبة، بفرح ومحبة. نشعر في هذا العالم الذي تقتله الحروب والانقسامات والآلام، بالحاجة إلى التنازل والتواضع ومد يد العون لإخوتنا المهجرين في كل يوم إلى بلادنا: هنالك دموع كثيرة يجب أن نمسحها، والعديد من القلوب الكسيرة التي تنتظر تعزيتنا. فلنكن إذا، على مثال المعلم، خدامًا ودعاء. وأشار بطريرك القدس للاتين إلى أنه، وفي الفترة الأخيرة، شاهدنا ما حدث لمسيحيي العراق وسوريا الذين أُجبروا على ترك كل شيء بين ليلة وضحاها، والسير في طريق لا يعلمون إلى أين ستقودهم حاملين فقط ثيابهم على ظهورهم، وإيمانًا لا يتزعزع في قلوبهم. رفض هؤلاء المسيحيون، أبناء الشرق العزيز، أن ينكروا معلمهم الوحيد، يسوع المسيح، فقبلوا أن يفقدوا من أجله كل شيء، وصارت حياتهم مثالاً للإيمان في عصرنا. أفلسنا أمام صورة حيّة للجماعة المسيحية الأولى؟ جماعة كانت مواظبة على الصلاة وكسر الخبز والمحبة الأخوية؟. نصلي ـ ختم البطريرك طوال عظته ـ كي نسير بدورنا على خطى القديستين الفلسطينيتين الجديدتين، مريم بواردي وماري ألفونسين، فتقوداننا كالنجم في مسيرتنا نحو الكمال والقداسة، برفقة مريم العذراء، كي ندرك يوما ذاك النور السماوي الأزلي الذي تجلى في شخص الربّ القائم من بين الأموات.








All the contents on this site are copyrighted ©.