2015-03-17 13:41:00

البابا فرنسيس: الكنيسة هي بيت يسوع، بيت الرحمة الذي يستقبل الجميع!


"الكنيسة هي بيت يسوع، بيت الرحمة الذي يستقبل الجميع، وبالتالي فهو ليس مكان يمكن للمسيحيين أن يغلقوا أبوابه" هذا ما تمحورت حوله عظة البابا فرنسيس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان. موضوع تحدث عنه البابا فرنسيس مرات كثيرة: حول يسوع الذي يفتح الأبواب لكل من يبحث عنه لاسيما إذا كان بعيدًا عنه، وحول المسيحيين الذين غالبًا ما يغلقون الأبواب في وجه من يقرع باب الكنيسة. صراع بين رحمة المسيح الشاملة وقلّة الرحمة التي يُظهرها الذين يؤمنون به.

استهل الأب الأقدس عظته متحدثًا عن "المياه الشافية" انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر حزقيال الذي يخبرنا عن المِياه التي تَخرُجُ مِن تَحتِ عتبَةِ البَيتِ نَحوَ الشَّرق لتصبح في الخارج نهرًا غزير المياه فيه سمك كثير وكُلُّ ما يَبلُغ إِلَيه النَّهرُ يُشفى و يَحيا. ومن إنجيل القديس يوحنا الذي يحدثنا عن مياه بركة بيت ذاتا حيث كانَ هُناكَ رَجُلٌ عَليلٌ مُنذُ ثَمانٍ وثَلاثينَ سَنَة لم يجد أبدًا من يَغُطُّه في البِركَةِ عِندَما يَفورُ الماء ليشفى. لكن يسوع يشفيه ويشجعه: "قُم احمِل فِراشَكَ وامشِ" لكن هذا الأمر قد أثار تذمُّر علماء الشريعة لأن هذا الشفاء قد تمّ في يوم السبت. قصة تحدث غالبًا أيضًا في أيامنا هذه.

تابع البابا فرنسيس يقول: رجل – أو امرأة – يشعر بأنه مريض في نفسه وتعيس لأنه قد أخطأ كثيرًا في حياته ولكن وفي لحظة معيّنة بدأ يشعر بأن "المياه تفور" وبأن الروح القدس يحرك شيئًا ما، أو يشعر بكلمة فيقول بنفسه: "أريد أن أنطلق!"... فيتشجّع ويمشي... ولكن كم من المرات يجد الأبواب مغلقة في الجماعات المسيحية، كأن بهم يقولون له: "أنت لا يمكنك أن تفعل شيئًا لأنك أخطأت في أماكن كثيرة. إن أردت يمكنك أن تأتي إلى القداس يوم الأحد لكن لا تنتظر شيئًا أكثر!" وأضاف البابا يقول: ما فعله الروح القدس في قلب هذا الإنسان قد دمّره هؤلاء المسيحيون من خلال تصرفهم كعلماء الشريعة.

أضاف الحبر الأعظم يقول هذا الأمر يؤسفني جدًّا لأن أبواب الكنيسة مفتوحة على الدوام. إنها بيت يسوع ويسوع هو الذي يستقبل. لكنه لا يستقبل فقط بل يذهب أيضًا بحثًا عن الأشخاص للقائهم تمامًا كما فعل مع هذا الرجل. وماذا يفعل يسوع إذا التقى بأشخاص مجروحين؟ هل يأنبّهم لأنهم مجروحون؟ لا بل يأتي إليهم ويحملهم على كتفيه وهذه هي الرحمة! فعندما أنّب الله شعبه قال لهم: "رحمة أريد لا ذبيحة!" وهذا ما كان يقصده!

تابع البابا فرنسيس يقول: من أنت يا من تغلق أبواب قلبك على إنسان يريد أن يصبح أفضل ويدخل في شعب الله لأن الروح القدس قد حرّك قلبه؟ وختم البابا عظته بالقول إن الصوم يساعدني لكي لا أرتكب خطيئة الذين لم يقدروا محبة يسوع تجاه المخلع فقط لأنه شفاه يوم السبت. لنطلب اليوم من الرب في هذه الذبيحة الإلهية من أجل كل فرد منا ومن أجل الكنيسة بأسرها ارتدادًا نحو يسوع وارتدادًا تجاه رحمته. فنُتمم الشريعة عندها بملئها لأن الشريعة هي محبة الله ومحبة القريب كأنفسنا!   








All the contents on this site are copyrighted ©.