الأسد يقول إن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة الأفعال لا الأقوال

في أول ردة فعل على الانفتاح الأمريكي على الحوار مع دمشق والذي عبر عنه وزير الخارجية جون كيري قال الرئيس السوري بشار الأسد: "إننا نستمع لهذه التصريحات لكن لا بد من انتظار الأفعال قبل أن نقرر". ودعا في مقابلة أجرتها معه إحدى محطات التلفزة الإيرانية (دعا) الولايات المتحدة إلى اتخاذ الخطوات العملية. وكانت تصريحات كيري قد جاءت بعد أن أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي أي" جون برينان أن بلاده تخشى من انهيار المؤسسات في سورية الأمر الذي يجعل من البلاد ساحة حرة للتنظيمات الإسلامية الراديكالية.

في باريس اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أي حل في سورية يؤدي إلى استمرار نظام الرئيس الأسد سيأتي بمثابة هدية لتنظيم داعش، في وقت أكدت فيه الحكومة البريطانية أنه لا يوجد مكان للرئيس السوري في مستقبل البلاد. تركيا من جانبها اعتبرت أنه لا جدوى من التفاوض مع نظام "أقدم على قتل مائتي ألف شخص" على حد قول وزير خارجية أنقرة مولود كافوسوغلو الذي انتقد تصريحات كيري.

بالمقابل لم تخف الصحف السورية ارتياحها حيال المواقف التي عبّر عنها وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته للقاهرة إذ رأت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطة أن كلمات كيري تشكل "إقرارا جديدا بشرعية الرئيس الأسد وبدوره الأساسي وبشعبيته"، واعتبرت أن مقترحات الوزير الأمريكي "تفتح مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية" مشيرة إلى احتمال أن يتوجه مبعوث أمريكي إلى موسكو في السادس من أبريل نيسان المقبل للمشاركة في المساعي الروسية الرامية للتوصل إلى حل للأزمة.

صحيفة "البعث"، الناطقة بلسان الحزب الحاكم في دمشق، كرست مساحة واسعة للتعليق على تصريحات رئيس الدبلوماسية الأمريكي فرأت فيها تأكيدا جديدا على فشل ما سمته بـ"المخطط الأمريكي ـ الصهيوني" ضد سورية معتبرة أن الغرب بدأ يخاف من الإرهاب الذي زرعه. أما صحيفة "الثورة" فعبرت عن شكوكها حيال تصريحات كيري وتساءلت عن مدى كونها انفتاحا حيال النظام وعنونت صفحتها بهذه العبارة "اعتراف أم تكتيك؟".