2015-03-16 12:39:00

بارولين يحتفل بالقداس في كاتدرائية ميسنك عاصمة بيلوروسيا


يقوم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بزيارة رعوية إلى بيلوروسيا تخللها الاحتفال بالقداس الإلهي صباح أمس الأحد في كاتدرائية العاصمة مينسك. وألقى نيافته عظة استعرض خلالها أهم المراحل الصعبة التي طبعت حياة الجماعات المسيحية المحلية، وأشار إلى أن التاريخ المعاصر يشهد على ترحيل أعداد كبيرة من الكهنة وتدمير الكنائس والقضاء على جماعات برمتها في وقت حاولت فيه آليات البروباغاندا أن تمحو صورة الله من قلب المؤمنين. وذكّر بارولين بأن صورة الله لا يمكن أن تمّحى لأن الله نفسه طبعها في قلوب المؤمنين، وشبه المؤمنين في تلك البقاع من العالم بمريم العذراء التي اعتصرها الألم عند أقدام الصليب. بعدها لفت المسؤول الفاتيكاني إلى أن قيامة الكنيسة في بيلوروسيا لم تتأخر بعد مراحل الاضطهاد المظلمة لأن الله أصغى إلى صراخ الضحايا، الذين هم جزء من ابنه يسوع الذي تجسد وصار بشرا من أجلنا ومن أجل خلاصنا، وكان أمينا وطائعا حتى موت الصليب تلبية لمشيئة الله الآب.

وفي إشارة إلى التطورات الراهنة في أوكرانيا المجاورة تطرق الكاردينال بارولين إلى المخاطر التي تحدق بالإنسان عندما يبتعد عن الله وقال إن العنف يتفجّر بأقسى وجوهه وهذا ما نراه جليا من خلال وسائل الإعلام حيث نشهد القضاء على جماعات بأسرها، وقتل الأطفال والعجزة بلا رحمة، فيما يرغم الناجون على المكوث في ملاجئ تحت سطح الأرض لفترات طويلة. وأكد أن هذه هي المأساة ناتجة عن حرية الإنسان الذي يمكن أن ينبذ الله، لأن الله لا يجبر الإنسان على أن يحبه. من هذا المنطلق حث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان جميع المؤمنين على النضال في سبيل إيمانهم تماما كما فعل شعب بيلوروسيا لأنه بدون نضال لا وجود للإيمان. ولفت إلى أن النضال يحصل اليوم ضد أوثان كثيرة تسعى إلى أخذ مكان الله: كوهم الثراء السهل، فقدان حس الخير والشر، اللامبالاة، التردد إلى الكنيسة احتراما للتقاليد وحسب، أو أن يشعر المرء بأنه كاثوليكي كهوية عرقية والعيش بعيدا عن أي هدف سام، أو العيش كأن الله ليس موجودا.

هذا ثم أكد المسؤول الكنسي في عظته أن الصلاة هي الوسيلة الأفضل للاقتراب من الله والكنيسة، ولفت أيضا إلى أن الشبان هم مستقبل الجماعات الكنسية وحث بالتالي الأجيال الناشئة على الالتزام بشكل فاعل وصادق في بيئات الحياة كافة وذكّرهم بأن الله هو قوتنا عندما نكون ضعفاء وهو أقوى من خطايانا وقد أنقذنا بدافع النعمة، لا لأننا نستحق هذا. هذا ثم عبر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عن قرب البابا فرنسيس من جميع الحاضرين في كاتدرائية ميسنك، خاصا بالذكر الأطفال.








All the contents on this site are copyrighted ©.