2015-03-16 13:56:00

البابا فرنسيس: الإيمان هو أن أفسح مجالاً للرب كي يأتي إليّ ويغيّرني!


"الله يحبّنا بشغف ونحن حلم محبّته، إنه أمر لا يمكن لأي لاهوتي أن يشرحه، ولكنّه يجعلنا نبكي من الفرح" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر النبي أشعيا والتي نقرأ فيها قول الرب: "لأني هكذا أخلُقُ سموات جديدة وأرضًا جديدة" مؤكدًا أن الخلق الجديد سيكون أكثر جمالاً وروعة من الخلق الأول، لأن الرب سيخلق مجدّدًا العالم الذي دمّرته الخطيئة، وسيخلقه بيسوع المسيح. وفي هذا الخلق الجديد يظهر فرح الرب العظيم. يمكننا أن نرى حماس الرب الكبير فهو يتحدث عن الفرح ويقول: "فإني هاءنذا أخلُق أورشليم للابتهاج وشعبها للسرور وأبتهج بأورشليم وأُسرُّ بشعبي". نرى الرب يفكّر بكل ما سيفعل وبأنه سيسرُّ مع شعبه، كما ولو كان يحلم ونحن جزء من أحلامه، وكأن به يقول: ما أجمل تلك اللحظة عندما سنلتقي جميعًا، أو عندما سيسير معي هذا الشخص أو ذلك الآخر... سأُسرُّ بهذه اللحظة! سأُعطيكم أيضًا مثلاً آخر يمكنه أن يساعدنا، يُشبه الأمر شابًا يفكّر بحبيبته أو شابة بحبيبها قائلة: "ما أجمل تلك اللحظة عندما سنتزوّج ونعيش معًا..." هكذا هو أيضًا حلم الله!

تابع الحبر الأعظم يقول إن الله يفكر بكل فرد منا، يفكّر بنا، يحبنا ويحلم بنا؛ يحلم بالفرح والابتهاج الذي سيشعر به معنا ولذلك يريد الرب أن يخلقنا مجدّدًا ويمنحنا قلبًا جديدًا، هو يريد أن يخلق قلبنا من جديد لينتصر الفرح ! هل فكرتم بالأمر؟ الرب يحلم بي! يفكّر بي! أنا في فكر الرب وقلبه وهو قادر على تغيير حياتي! ويرسم لنا مستقبلاً: "ويبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويأكلون ثمرها"... هذه الأحلام هي فقط أحلام شخص يحب بشغف... والرب يرينا من خلال هذا النص أنه يحب شعبه بشغف، وكأنّ به يقول لشعبه: "أنا لم أخترك لأنك الأقوى والأكبر بل اخترتك لأنّك الأصغر بين الجميع، لا بل يمكن القول أيضًا لأنّك الأكثر شقاءً بين الجميع ومع ذلك فقد اخترتك، وهذا هو الحب!"

تابع الأب الأقدس عظته متوقفًا عند الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا والذي نقرأ فيه عن شفاء يسوع لابن عامل الملك، وقال أُكرِّر لكم أن الله يحبنا بشغف، أعتقد أنه لا يوجد أي لاهوتي باستطاعته أن يشرح هذا الأمر لأنه أمر يمكننا فقط أن نتأمل به ونشعر به ونبكي من الفرح. يمكن للرب أن يغيّرنا، وماذا ينبغي عليّ أن أفعل؟ فقط أن أؤمن! أن أؤمن بأن الرب يمكنه أن يغيّرني: كما فعل مع عامل الملك الذي يخبرنا عنه الإنجيل، الذي جاء إلى يسوع وسأله: "يا ربّ، اِنزِلْ قَبلَ أن يموتَ طِفلي" فقالَ له يسوع: "اِذهَبْ، إِنَّ ابنَكَ حَيّ". فآمَنَ الرَّجُلُ بالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوعُ وذَهبَ. آمن بأن يسوع يملك القوّة ليغيّر ابنه، ليشفي ابنه وانتصر! فالإيمان هو إفساح المجال لمحبة الله هذه، إنه إفساح المجال لقوة الله وهي قوة شخص يحبّني بشغف ويريد أن يفرح معي! هذا هو الإيمان ! أن أؤمن هو أن أفسح مجالاً للرب كي يأتي إليّ ويغيّرني!        








All the contents on this site are copyrighted ©.