2015-03-14 12:26:00

مقابلة مع المطران تومازي بشأن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط


طُرحت يوم أمس الجمعة على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثيقة إعلان مشترك بمبادرة من الكرسي الرسولي، الفدرالية الروسية ولبنان للمطالبة بالحفاظ على الوجود التاريخي للجماعات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط. للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي الذي شدد على ضرورة توعية الجماعة الدولية حيال الحقوق الإنسانية الخاصة بتلك الشرائح من البشر وتلك الجماعات، لذا يدور الحديث داخل المجلس الأممي لحقوق الإنسان حول الأوضاع الراهنة في سورية والعراق وحول تنظيم الدولة الإسلامية. ولفت أيضا إلى وجود محاولات على صعيد دولي ترمي إلى عقد لقاءات غير رسمية، حيث لا وجود لحق النقض أو الفيتو، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مناطق النزاعات.

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الصعبة جدا والتي تجتازها الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط، أكد المسؤول الفاتيكاني أن الوثيقة المذكورة آنفا تندد بالانتهاكات التي يتعرض لها أشخاص ينتمون إلى ديانات وأعراق وثقافات مختلفة، جل ما يريدون هو ممارسة حريتهم الدينية وحرية المعتقد بعيدا عن الاضطهادات وأعمال القتل. وشدد أيضا على أن وجود العديد من الجماعات الدينية بات مهددا بشكل خطير، لافتا إلى أن الجماعات المسيحية تعاني من هذه الانتهاكات بنوع خاص وبات بقاء المسيحيين على قيد الحياة موضع تساؤلات. ولم تخل كلمات رئيس الأساقفة تومازي من الإشارة إلى أعمال العنف الهمجية التي يتعرض لها المسيحيون وغير المسيحيين، معتبرا أن تلك الجماعات المسيحية تُركت من قبل القوى السياسية وهي تذهب ضحية قطع الرؤوس وشتى أنواع الجرائم التي لا تستثني الأطفال، فيما يتم الاتجار بالنساء والصغار كعبيد.

وأشار المسوؤل الفاتيكاني إلى وجود ملايين الأشخاص المرغمين على مغادرة أوطانهم وأراضي أجدادهم لتسيطر عليها مجموعات إرهابية تقدم على انتهاك حقوق الإنسان وتمارس القمع وشتى أنواع الانتهاكات. كما تم تدمير عشرات الكنائس المسيحية ودور العبادة التابعة لديانات أخرى من بينها مبان أثرية. وعاد تومازي ليشدد على حق المسيحيين في البقاء في أرضهم شأنهم شأن باقي الجماعات الدينية كالشيعة والسنة والأيزيديين والعلويين وقال إن هذا الحق هو حقهم كمواطنين يتمتعون بالحقوق والواجبات نفسها.

وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي حديثه لإذاعتنا مؤكدا أن الوثيقة التي رفعها إلى مجلس حقوق الإنسان كل من الكرسي الرسولي والفدرالية الروسية ولبنان تتمنى أن تتوحد الحكومات وتتكاتف جهود جميع القادة الدينيين والمدنيين في الشرق الأوسط من أجل مواجهة هذا الوضع المثير للقلق، وكيما نتمكن من أن نبني معا ثقافة التعايش السلمي. واعتبرت الوثيقة أن التعددية تشكل مصدر غنى في عالمنا المعولم وأن الشرق الأوسط بدون الجماعات المختلفة يواجه خطر أشكال جديدة من العنف والإقصاء وانعدام السلام والتنمية.








All the contents on this site are copyrighted ©.