رسالة الكاردينال ساندري بشأن حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة

مع بداية زمن الصوم بعث رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري يوم أربعاء الرماد، في الثامن عشر من شباط فبراير الماضي، بعث برسالة إلى أساقفة الأبرشيات وكهنة الرعايا حول العالم، لمناسبة جمع التبرعات من أجل مسيحيي الأرض المقدسة، كما جرت العادة يوم الجمعة العظيمة من كل عام. كتب الكاردينال ساندري في رسالته أن الكنيسة الكاثوليكية تعبر من خلال الصلاة وحملة جمع البرعات عن دعمها لجماعات المؤمنين المسيحيين المتواجدة في الأرض المقدسة، لاسيما في ظل اللحظات المأساوية التي تجتازها منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وأكد المسؤول الفاتيكاني أن زمن الصوم يدعونا إلى التأمل بالمحبة حيال الأماكن التي تشكل جزءا من بدايات إيماننا، وحيث تجمّعت الجماعات المسيحية الأولى سائرة على خطوات المسيح، متذكرة نداء القديس بولس الرسول عندما حث المؤمنين على جمع التبرعات لصالح الفقراء. ولفتت الرسالة إلى أن البابا فرنسيس متنبه لآلام العديد من الأخوة والأخوات المقيمين في تلك المنطقة من العالم والتي تعاني من صراعات تفاقمت خلال الأشهر الماضية، لافتا إلى أن معاناة هؤلاء الأشخاص تشكل صرخة لله وتدعونا جميعا إلى الالتزام من خلال الصلاة ومختلف أنواع المبادرات، كما كتب البابا في رسالته إلى مسيحيي الشرق الأوسط قبيل الاحتفال بعيد الميلاد في الحادي والعشرين من كانون الأول ديسمبر الماضي.

هذا ثم أشار الكاردينال ساندري إلى أن ملايين النازحين يهربون حاليا من سورية والعراق حيث لا تسكت أصوات المدافع ويبدو أن درب الحوار والوفاق فُقدت تماما، وسط طغيان الحقد الأعمى. وكتب أن مسيحيي الأرض المقدسة يُحثون على البقاء في أرضهم لكن على مؤمني العالم كله أن يستشعروا بوضعهم. ومن هذا المنطلق تشكل حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة في هذا العام مناسبة ثمينة لنكون حجاجا في الإيمان كما فعل البابا فرنسيس عندما زار الأرض المقدسة في أيار مايو الفائت، كما لا بد من تعزيز الحوار والصلاة على نية المسيحيين. وذكّر رئيس مجمع الكنائس الشرقية أن قطيع المسيحيين الصغير في الشرق الأوسط مدعو إلى تعزيز الحوار وبناء الجسور وإعلان إنجيل السلام، معربا عن أمله بأن تجد هذه الحملة تجاوبا واسعا وسط كل الكنائس المحلية كيما تنمو المشاركة التضامنية التي يقوم المجمع بتنسيقها من أجل ضمان الدعم اللازم لمختلف احتياجات كنائس الأرض المقدسة.