2015-03-09 14:14:00

البابا فرنسيس: الله يعمل في التواضع والصمت!


"الله يعمل في التواضع والصمت فأسلوبه ليس أسلوب التباهي" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي لوقا والذي نرى فيه يسوع يوبّخ سكان الناصرة لقلة إيمانهم، وقال لقد أصغى الجمع أولاً إلى يسوع بدهشة ولكنهم بعدها ثاروا   وغضبوا وقالوا في أنفسهم: عن ماذا يحدثنا هذا؟ أين درس ليقول لنا هذه الأمور؟ ليرينا شهادته! انه ابن النجار ونحن نعرفه جيّدًا! فثار ثائرهم "فَقاموا ودَفَعوه إِلى خارِجِ المَدينة، وساقوه إلى حَرفِ الجَبَل، الَّذي كانَت مَدينتُهم مَبنِيَّةً علَيه لِيُلقوُه عَنه".

تابع الحبر الأعظم يقول تخبرنا القراءة الأولى من سفر الملوك الثاني عن نعمان رَئيسُ جَيشِ مَلِكِ أَرام، الأبرص الذي طلب منه النبي أليشاع أن يغتسل سبع مرات في نهر الأردن ليشفى "فاستشاط غيظًا" هو أيضًا لأنه كان يتوقّع أن يطلب منه النبي أمرًا عظيمًا. لكنه أصغى لنصيحة عبيده وفعل ما أمره به النبي فزال عنه البرص. وأضاف البابا يقول لقد كان نعمان وسكان الناصرة أيضًا يبحثون عن أمور عظيمة لكن أسلوب الله ليس أسلوب تباهي لأن الله يعمل في التواضع والصمت من خلال الأمور الصغيرة، وهذا الأمر نراه منذ بدء الخلق، فالرب لم يستعمل "عصاة سحرية" بل جبل ترابًا وخلق الإنسان. وأسلوبه هذا يجتاز تاريخ الخلاص بأسره!

أضاف البابا فرنسيس يقول عندما أراد الله أن يحرر شعبه، حرّره بواسطة إيمان وثقة رجل وهو موسى. عندما أراد أن يُسقط مدينة أريحا العظيمة، أسقطها بواسطة زانية، ولارتداد السامريين استعان بخاطئة أيضًا. وعندما أرسل داود ليحارب جوليات بدا الأمر ضربا من الجنون: داود الصغير أمام جوليات العملاق الذي كان يحمل سيفًا ورمحًا وترسًا، لكنّ داود قتله بالمقلاع والحجارة. وعندما قال للمجوس بأن الملك العظيم قد وُلد ماذا وجدوا؟ وجدوا طفلاً مُضجعًا في مذود: أمور بسيطة، تواضع الله، هذا هو الأسلوب الإلهي!

حتى في التجارب التي تعرّض لها يسوع في البريّة نرى التباهي، فالشيطان قد دعاه ليلقي بنفسه عن شرفة الهيكل فتأتي الملائكة لتخلصه فيرى الناس ويؤمنون به. لكن الرب بعيد عن أمور التباهي هذه وهو يُظهر نفسه في البساطة والتواضع. سيساعدنا في زمن الصوم هذا أن نفكر كيف ساعدنا الرب في حياتنا وكيف قادنا قدمًا في مسيرتنا فسنجد أن كلّ ما فعله كان من خلال أمور صغيرة وبسيطة: هذا هو أسلوب الرب! سيساعدنا كثيرًا أن نتذكّر المرات العديدة التي افتقدنا فيها الرب بنعمته ودائمًا بأسلوبه المتواضع، وهذا هو أيضًا الأسلوب الذي يطلبه الرب منا: التواضع.             








All the contents on this site are copyrighted ©.