2015-03-09 10:41:00

البابا فرنسيس: إفتحوا قلوبكم لرحمة يسوع


زار قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد رعيّة القديسة مريم في تور بيلا موناكا في روما وبعد أن التقى بالمرضى والأطفال، احتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسة الرعيّة وألقى عظة قال فيها: هناك أمران يؤثران بي في هذا المقطع الذي سمعناه من الإنجيل: صورة وكلمة. الصورة هي صورة يسوع الذي يمسك مجلدًا في يده ويطرد الذين يستغلون الهيكل لمصالحهم، باعة الحيوانات للذبائح والصيارفة... هذه هي الصورة يسوع يمسك بالمجلد ويسير قدمًا ليطهّر الهيكل. أما الجملة فهي عندما يقول الإنجيلي يوحنا "آمَنَ بِاسمِه كثيرٌ مِنَ النَّاس" يقول بعدها هذه الجملة الرهيبة: "غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لأِنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم ولا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه على الإِنسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان".

تابع الأب الأقدس يقول: لا يمكننا أن نخدع يسوع فهو يعرف ما في داخلنا، ولذلك لم يطمئنَّ! وفي هذا الإطار يأتي سؤال جميل ليطرحه كل على نفسه في زمن الصوم هذا: هل يطمئنُّ يسوع لي؟ هل يثق يسوع بي أم أنني شخص ذو وجهين؟ هل أقول بأنني مسيحي ولكنني فعليًّا أعيش كوثني؟ يسوع يعرفني جيّدًا، فهو "لا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه على الإِنسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان". يسوع يعرف كل ما في قلبنا ولا يمكننا أن نخدعه. وبالتالي لا يمكننا ادعاء القداسة أمامه والعيش بطريقة مغايرة لأنه يعرف كل شيء، ونعرف جيّدًا كيف كان يدعو هؤلاء الذين يعيشون هذه الحياة المزدوجة: مراؤون!

أضاف الحبر الأعظم يقول سيساعدنا اليوم أن ندخل إلى قلوبنا وننظر إلى يسوع ونقول له: "أنظر يا رب إلى قلبي هناك أشياء صالحة كما وهناك أيضًا أمور غير صالحة، فهل تثق بي أنا الخاطئ؟" يسوع لا يخاف منا عندما نتكلّم معه معترفين بخطيئتنا على العكس، ولكن ما يبعده عنا هو الرياء! وبالتالي فإن لم يكن قلبك صالحًا وإن كنت لا تحب الذين يحتاجون للحب ولا تعيش بحسب روح التطويبات فأنت مرائي! لذلك ليسأل كل منا نفسه: "هل يثق يسوع بي؟"، ولنسأله بالصلاة: "يا رب، هل تثق بي؟".

ثانيًا تابع البابا فرنسيس يقول هناك التصرّف. عندما ندخل إلى قلوبنا ونجد فيه أمورًا لا ينبغي أن تكون فيه، تمامًا كهؤلاء الباعة الذين وجدهم يسوع في الهيكل، أي خطايا الكبرياء والتعجرف والجشع والغيرة والحسد... وغيرها من الخطايا! يمكننا أن نتابع حوارنا مع يسوع قائلين: "هل تثق بي يا رب؟ أريدك أن تثق بي، ولذلك سأفتح لك قلبي لتدخل وتطهّر نفسي كما طهّرت الهيكل" بالطبع لن يَصَنَعَ مِجلَدًا مِن حِبال ويدخل قلبنا ليطهّره لا لأن المجلد لا ينقي النفس! فكيف ينقي يسوع نفوسنا إذًا؟ بالرحمة! إفتحوا قلوبكم لرحمة يسوع وقولوا له: "يا رب كثيرة هي القذارة! تعال وطهّرني، إغسلني برحمتك وبكلماتك العذبة، إغسلني بحنانك". وإن فتحنا قلوبنا لرحمة يسوع لينقيها ويطهرها فسيثق بنا عندها!          








All the contents on this site are copyrighted ©.