2015-03-08 09:48:00

البابا فرنسيس يزور رعية جميع القديسين في أبيا نوفا في روما


زار قداسة البابا فرنسيس عصر أمس السبت رعيّة جميع القديسين في أبيا نوفا في روما حيث احتفل بالقداس الإلهي بمناسبة الذكرى الخمسين للتجديد الليتورجي بحسب المجمع الفاتيكاني الثاني، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلها بالقول وكانَ فِصحُ اليَهود قَريباً، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم، فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين. ونحن ماذا نجد عندما نذهب إلى كنائسنا؟ إن التجارة المشينة، مصدر الأرباح الوافرة، قد أثارت ردّة فعل يسوع فنَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم وطرد الباعة قائلاً لهم: "لا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة!" وهذه العبارة لا تشير فقط إلى التجارة التي كانت تتمّ في باحة الهيكل وإنما إلى أسلوب تديّن معيّن. وبالتالي فتصرّف يسوع هو دعوة "للتطهير" والعودة إلى العبادة الحقيقيّة، إلى التطابق بين الليتورجيا والحياة.

تابع البابا فرنسيس يقول: يؤكد الدستور العقائدي في المجمع المقدّس في الليتورجيا المقدسة أن الليتورجيا هي "الينبوع الأول والضّروري الذي يستقي منه المؤمنون الروح المسيحيّ الحقيقيّ" (عدد 14). وهذا يعني إعادة التأكيد على الرابط الجوهري الذي يجمع حياة تلميذ يسوع بالعبادة الليتورجيّة. فهي ليست عقيدة ينبغي فهمها بل هي مصدر حياة ونور لمسيرة إيماننا. وبالتالي فالكنيسة تدعونا لتعزيز حياة ليتورجيّة حقيقيّة، لكي يكون هناك تناغم بين ما نحتفل به في الليتورجيا وما نعيشه في حياتنا.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن تلميذ يسوع لا يذهب إلى الكنيسة لمجرّد الحفاظ على الوصيّة وليشعر بأننه قد تمم واجباته تجاه الله؛ بل يذهب إلى الكنيسة ليلتقي بالرب ويجد في نعمته، الفاعلة في الأسرار، القوّة ليفكر ويعمل بحسب الإنجيل. لذلك لا يمكننا أن نوهم أنفسنا بالدخول إلى بيت الرب واستعمال الصلاة والممارسات التقويّة "لإخفاء" تصرفات تتناقض مع العدالة والصدق والمحبة تجاه القريب. لأن الأمر يتعلّق بالقيام بمسيرة ارتداد وتوبة لننزع من حياتنا رواسب الخطيئة كما فعل يسوع بتطهيره للهيكل من المصالح الدنيئة. وبالتالي يشكل زمن الصوم زمنًا مناسبًا لهذا التطهير، إنه زمن التجدد الداخلي الذي دُعينا فيه لإعادة اكتشاف سرّ التوبة والمصالحة الذي ينقلنا من ظلمة الخطيئة إلى نور النعمة والصداقة مع يسوع.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد بنيت هذه الكنيسة بفضل حماس القديس لويجي أوريوني الرسولي. وهنا لخمسين سنة خلت، بدأ الطوباوي بولس السادس، بمعنى ما، التجديد الليتورجي بأول احتفال للقداس الإلهي بلغة الشعب. أتمنى أن تُنعش هذه المناسبة فيكم المحبة لبيت الله، فهنا يمكنكم أن تختبروا، كلما أردتم، القدرة المجدّدة للصلاة الشخصيّة وللصلاة الجماعية. وأضاف لنلتفّ بثقة في هذه الذبيحة الإلهيّة حول يسوع المسيح، حجر الزاوية، ولنجدد مقاصدنا بالالتزام لتطير وتنقية بناء الكنيسة الروحي الذي يشكّل كل منا فيه جزءً حيًّا بفعل قوة العماد.         








All the contents on this site are copyrighted ©.