2015-03-07 12:03:00

رئيس الأساقفة تومازي يلقي مداخلة حول ظاهرة التبدلات المناخية


 ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو ماريا تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة الثامنة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتمحورت المداخلة حول النتائج التي تترتب على ظاهرة التبدلات المناخية، وأكد تومازي أنه يتعين على الأشخاص الأشد فقرا في البلدان النامية أن يتأقلموا مع الأوضاع الناتجة عن هذه الظاهرة مع أنهم لم يساهموا إطلاقا في خلقها. وحاول المسؤول الفاتيكاني أن يوجه أنظاره إلى المؤتمر الدولي حول التبدلات المناخية المرتقب أن يُعقد هذا العام في العاصمة الفرنسية باريس، وتمنى أن يشكل هذا الحدث فرصة ملائمة بالنسبة لجميع الدول كي تتحمل مسؤولياتها وتعمل على تخفيض انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون، فضلا عن تمويل برامج ومشاريع تصب في صالح الشعوب الأكثر تضررا من هذه الظاهرة.

هذا وعبر المطران تومازي عن قلق الكرسي الرسولي على الخير المشترك للكرة الأرضية والبشرية بأسرها، وهذا الأمر يدفعه إلى الإقرار بمبدأ اعتماد الأشخاص على بعضهم البعض وعلى الطبيعة. وأكد أن لا أحد يمكن أن يعتبر نفسه غير معني بتبعات التبدلات المناخية، كما تُلقى على عاتق الجميع المسؤولية الخلقية في العمل ضمن إطار التضامن المتبادل من أجل مواجهة هذه المشكلة العالمية بشكل يعود بالفائدة أيضا على أجيال اليوم والغد. هذا ثم سلط الدبلوماسي الفاتيكاني الضوء على أهمية الدفاع عن الحق في التنمية بالنسبة لجميع الأمم والشعوب الأكثر هشاشة التي تواجه بشكل مباشر تأثيرات التبدلات المناخية، معتبرا أن ثمة صلة وطيدة قائمة بين هذه الظاهرة وآفة الفقر.

وأكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أن الدراسات تشير اليوم إلى وجود حوالي ستمائة مليون شخص عليهم أن يواجهوا آفة سوء التغذية الناتجة عن التبدلات المناخية، والنسبة الأكبر من هؤلاء الأشخاص موجودة في جنوب القارة الآسيوية والبلدان الأفريقية ما دون الصحراء. هذا فضلا عن زيادة معدل الكوارث الطبيعية شأن الفيضانات والعواصف وارتفاع مستوى البحار وهذا كله يولد سيولا من الهجرة من الأرياف إلى ضواحي المدن حيث يُرغم الأشخاص على بناء مساكن لهم في مناطق معرضة للأخطار.

في ختام مداخلته عبر رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي عن دعم الكرسي الرسولي الجهود الرامية إلى تعزيز الخير المشترك واحترام كرامة الإنسان والاعتناء بالأشخاص الضعفاء، متمنيا أيضا أن تزداد المبالغ التي وعد بها "الصندوق الأخضر من أجل المناخ" كي تتمكن الدول الأكثر هشاشة من التأقلم مع نتائج التبدلات المناخية بشكل فاعل.  








All the contents on this site are copyrighted ©.