2015-03-05 14:31:00

البابا يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من أجل الحياة


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من اجل الحياة، ووجه كلمة عبّر فيها عن سروره بلقائهم متوقفا عند موضوع أعمال اجتماعهم "رعاية المسن والعلاجات المخففة"، شاكرا رئيس الأكاديمية على تحيته. وقال الأب الأقدس إن العلاجات المخففة تشهد على أن الشخص البشري يبقى دائما ثمينا حتى في الشيخوخة والمرض، ذلك أن الإنسان، وفي كل ظرف، هو خير لذاته وللآخرين، ومحبوب من الله، ولهذا، وعندما تصبح حياته هشة جدا، نشعر بمسؤولية رعايتها ومرافقتها بأفضل شكل. كما وأشار البابا في كلمته إلى أن الوصية البيبلية التي تطلب منا إكرام الأهل، تذكّرنا بمعنى أوسع بالإكرام الواجب لجميع الأشخاص المسنين، ويربط الله هذه الوصية بوعد مزدوج "لكي تطولَ أيامُك" (سفر الخروج 20، 12)، و"تصيبَ خيرا" (سفر تثنية الاشتراع 5، 16)، وأضاف أن الحكمة التي تعرّفنا على قيمة الشخص المسنّ وتقودنا لإكرامه، هي تلك الحكمة نفسها التي تتيح لنا تقدير العطايا الكثيرة التي ننالها يوميا من يد العناية الإلهية للآب. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن كلمة الله هي دائما حية، ونرى جيدا آنية الوصية للمجتمع المعاصر حيث المنطق النفعي يتغلّب على منطق التضامن والمجانية، حتى داخل العائلات. لنُصغ إذا بقلب مطيع إلى كلمة الله التي تأتينا من الوصايا والتي هي ليست بقيود تسجننا بل كلمة حياة.

أكد الأب الأقدس في كلمته للأكاديمية البابوية من أجل الحياة على واجب المجتمع في الاعتناء بالشخص البشري، وأشار إلى أن للطب كله دورًا مميزا داخل المجتمع كشاهد للإكرام الواجب للشخص المسن ولكل كائن بشري، وأشار إلى أن المسنين يحتاجون أولا لاعتناء الأهل لأن عاطفتهم لا يمكن أن يُستعاض عنها حتى من قبل البنيات الأكثر فعالية أو العاملين الصحيين الأكثر كفاءة، وذكّر البابا فرنسيس بما جاء في الرسالة العامة "إنجيل الحياة" حول أن هدف العلاجات المخففة التخفيف من الوجع في الطور الأخير من المرض وتوفير ما يحتاج إليه المريض من مرافقة إنسانية ملائمة. وأكد البابا فرنسيس أن التخلّي هو "المرض" الأشد خطورة للمسن، والظلم الأكبر الذي يمكن أن يعاني منه: فالذين ساعدونا في النمو لا يمكن التخلي عنهم عندما يحتاجون لمساعدتنا، لمحبّتنا وحناننا. كما وأثنى البابا فرنسيس في كلمته للأكاديمية البابوية من أجل الحياة على التزامها العلمي والثقافي لضمان أن يحصل على العلاجات المخففة جميع المحتاجين إليها، وأشار إلى أن هذه العلاجات تعطي قيمة للإنسان وذكّر بنداء القديس يوحنا بولس الثاني في الرسالة العامة "إنجيل الحياة": "احترِمْ وصُنْ وأحببْ واخدُم الحياة، كل حياة بشرية! فعلى هذه الدرب فقط تلقى العدلَ والنمو والحرية الحقيقية والسلام والسعادة!"

هذا وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية البابوية من أجل الحياة تعقد جمعيتها العامة من الخامس وحتى السابع من آذار مارس في قاعة السينودس الجديدة بالفاتيكان.








All the contents on this site are copyrighted ©.