2015-02-24 11:44:00

رئيس الأساقفة شيفشوك: اللقاءات بين الأشخاص تساهم في إسقاط الأحكام المسبقة


عُقد في مقر راديو الفاتيكان مؤتمر صحفي حول موضوع "التحديات الرعوية للكنيسة الأوكرانية للروم الكاثوليك في إطار الحرب"، وشهد مشاركة رئيس أساقفة الكنيسة المذكورة سفاتوسلاف شيفشوك، وجاء بعد أيام قليلة على لقاء البابا فرنسيس مع أساقفة أوكرانيا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية يوم الجمعة الفائت.

سلط المسؤول الكنسي الأوكراني الضوء خلال المؤتمر الصحفي على الأوضاع التي يعيشها المجتمع الأوكراني في هذه المرحلة الصعبة التي تجتازها البلاد لافتا إلى أن معطيات منظمة الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من مليون مهجر ولاجئ بيد أن العدد الواقعي يتخطى هذه التوقعات بضعفين! وأكد أن ثمة ستمائة ألف شخص يبحثون عن ملجأ في دول أخرى، بينهم مائة وأربعون ألف طفل. هذا وذكّر بأن الأساقفة الأوكرانيين وجهوا دعوة للبابا لزيارة بلادهم خلال لقائهم به يوم الجمعة كما شددوا على ضرورة القيام بعمل إنساني دولي لنجدة ضحايا الصراع الأوكراني.

وبعد أن سلط الضوء على بعض ما جاء في كلمة البابا فرنسيس إلى الأساقفة الأوكرانيين في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية قال رأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا: "إننا نعمل من أجل السلام، ومن أجل وقف الحرب، لا بد من استخدام كل الوسائل المتاحة لدينا من أجل التوصل إلى هذا الهدف" معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتورطة في النزاع بفضل الجهود الدبلوماسية الدولية. واعتبر أن اتفاق مينسك الأخير لم يتكلل بالنجاح إذ لم يتمخض عنه وقف حقيقي لإطلاق النار، متمنيا أن يصغي الجميع إلى النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس من أجل السلام في البلاد، بما في ذلك القوى العظمى. واعتبر رئيس الأساقفة سيفشوك أنه من الأهمية بمكان أن يشعر كل الأوكرانيين بقرب البابا منهم وهذه هي الرسالة التي سيحملها الأساقفة الأوكرانيون إلى بلادهم بعد زيارتهم للفاتيكان. وأكد أيضا أنه في ظروف الحرب التي يعيشها الأوكرانيون حاليا، لا يتألم الإنسان بالجسد وحسب إنما بالنفس أيضا، لافتا إلى أن الصراع ألحق جراحا سيكولوجية بالجميع إذ تعلمنا التجارب أن هذه النزاعات تولّد ارتفاعا مقلقا في تعاطي المخدرات واحتساء الكحول ناهيك عن زيادة نسبة حالات الانتحار.

في رد على سؤال بشأن عمليات الإغاثة، قال المسؤول الكنسي الأوكراني: إن هناك العديد من المبادرات في هذا الاتجاه، واليوم نسعى إلى إنشاء منتدى لمبادرات المجتمع المدني من أجل تنسيق عمليات الإغاثة، مشيرا إلى أن المجتمع تعلّم أنه لا ينبغي انتظار تدخل الجهات الخارجية أو الحكومة لمد يد العون إلى المحتاجين، فثمة العديد من الأشخاص أو المؤسسات الذين يقومون بشراء المواد الغذائية والألبسة وإعادة إعمار ما هُدّم في مناطق الصراع. وأضاف: أنا اعتقد أن هذا الأمر يشكل مؤشرا على نضوج المجتمع المدني: إننا نتحمّل مسؤولياتنا لمساعدة وإنقاذ الضحايا والدفاع عن بلادنا.

وفي ختام كلمته تمنى رئيس الأساقفة شيفشوك أن تتكلل بالنجاح جهود الوساطة التي يقوم بها المجلس العالمي للكنائس وأن تساهم في فتح نافذة للحوار، لا من خلال وسائل الإعلام التي غالبا ما تقدّم صورة مشوهة عن واقع الأمور. واعتبر أن اللقاءات بين الأشخاص تساهم في إسقاط الأحكام المسبقة وبعض الصور المشوّهة، وهذا ما شدد عليه البابا يوحنا بولس الثاني عندما قال إن اللقاءات بين الأشخاص تُسقط الجدران.








All the contents on this site are copyrighted ©.