2015-02-23 12:36:00

دو ميستورا يدعو إلى عدم تكرار الأخطاء الليبية في سورية


شدد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا على ضرورة ألا تُكرر في سورية الأخطاء التي ارتُكبت في ليبيا لافتا إلى أن القضاء على مؤسسات الدولة جعل من البلاد تربة خصبة لتنامي نفوذ تنظيم داعش واعتبر المسؤول الأممي أيضا أن ما حصل في سورية ينبغي أن يشكل درسا بالنسبة لليبيا أيضا. دو ميستورا ـ وفي مقابلة أجرتها معه وكالة آنسا الإيطالية للأنباء ـ وصف تنظيم الدولة الإسلامية بـ"الإيبولا السياسي" الذي يستفيد من ضعف جسم ما ومن هشاشة الدول، وأكد أنه تعلّم من خبرته في العراق وأفغانستان أنه في حال حصول تدخل عسكري دولي تحت مظلة الأمم المتحدة ينبغي أن يُحافظ على المؤسسات المحلية، خلافا لما حصل في ليبيا عندما أُسقط نظام العقيد معمّر القذافي.

هذا واعتبر المسؤول الأممي أن الجميع بات يعي اليوم أن الحرب في سورية لا تنتهي بتغلب طرف على طرف آخر، من هذا المنطلق لا بد من التوصل إلى حلول سياسية، لافتا إلى أن سيناريو الحرب السورية تغيّر جذريا بعد دخول تنظيم داعش على الساحة وتدخل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وذكر المبعوث الأممي بأن الحكومة السورية وافقت على اقتراح تقدم به ويقضي بتطبيق الهدنة في حلب مدة ستة أسابيع، كما أعلن في مداخلته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، لافتا إلى أن هذا الاتفاق ليس هدفا بحد ذاته إنما يرمي إلى كسر الجليد والخروج من الحلقة المفرغة. وأشار إلى أن مدينة حلب المحاصرة قد تسقط في أي يوم وسينتج عن هذا الأمر ما بين أربعمائة وخمسمائة ألف مهجر إضافي.

في تطور آخر، اعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني أن تنظيم داعش في ليبيا يشكل "خطرا واقعيا وحقيقيا" مسطرة ضرورة وجود "محاور واحد" في البلد العربي، في إشارة واضحة إلى الانقسام السياسي المؤسساتي في ليبيا. وأضافت موغريني في مقابلة أجرتها معها القناة الثالثة في محطة "راي" التلفزيونية الإيطالية أن السؤال الذي يُطرح اليوم هو ما إذا كانت توجد دولة في ليبيا لافتة إلى أننا نجد أنفسنا اليوم أمام وضع يُهدد بالانفجار في أي لحظة على مسافة مئات الكيلومترات من السواحل الإيطالية. وأكدت المسؤولة الأوروبية أنه بعد سقوط نظام القذافي في أكتوبر تشرين الأول 2011 لم تُبنى الدولة، وهذا ما ولّد كل المشاكل التي نشهدها حاليا. وفي ختام حديثها أكدت موغريني وهي الوزيرة السابقة للخارجية الإيطالية أن حكومة روما قادرة على الاضطلاع بدور ريادي من أجل حل الأزمة الليبية.

جاءت تصريحات السيدة موغريني تزامنا مع مقابلة أجرتها قناة الراي الثالثة مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي الذي أكد أن إيطاليا قادرة على التدخل في ليبيا لكنها تفضل في الوقت الراهن العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي، وستكون مستعدة في المستقبل لقيادة عمليات لحفظ السلام في البلاد. وحاول رينزي أن يطمئن إيطاليا مشيدا بقدرات أجهزة الاستخبارات الإيطالية ومشيرا إلى أن بلاده ليست عرضة لهجمات محتملة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، كما يُشاع.

وقبل أيام قليلة على الجولة الجديدة من المحادثات المرتقبة في المغرب يوم الخميس بين الحكومتين الليبيتين المتنازعتين على السلطة، أي حكومتي طبرق وطرابلس، أكد رينزي أن إيطاليا على تواصل مع حكومة طبرق ـ التي تحظى باعتراف دولي ـ مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل حل الأزمة والسعي إلى إشراك دول أخرى في تلك العملية. وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى إمكانية أن يضطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ـ الذي سيلتقي به في موسكو مطلع الشهر المقبل ـ بدور أساسي على هذا الصعيد شرط أن تنسحب روسيا من أوكرانيا. 








All the contents on this site are copyrighted ©.