2015-02-20 11:48:00

تومازي يحث الجماعة الدولية على ضمان الحق في الطبابة للجميع


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال المنتدى الاجتماعي لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الأربعاء الفائت. استهل مداخلته مشيرا إلى إقرار الكرسي الرسولي بمسؤولية الدول في توفير الدواء اللازم وبأسعار مقبولة لجميع مواطنيها بدون أي تمييز كما يقدّر الجهود التي يبذلها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على هذا الصعيد وقد خصص هذه الجلسة للتباحث في هذه القضية المهمة.

بعدها لفت رئيس الأساقفة تومازي إلى الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها الكنيسة الكاثوليكية في مجال الرعاية الصحية، خصوصا وأنها تعتني بالمرضى في أكثر من خمسة آلاف مستشفى وثمانية عشر ألف مستوصف حول العالم. وأكد أن الدول بنوع خاص والجماعة الدولية عموما لم تلتزم بتعهداتها في جعل الأدوية وأدوات التشخيص متاحة لشرائح المجتمع الأشد فقرا وتهميشا في البلدان ذات الدخل المنخفض كما أن هذا الواقع ينطبق أيضا على الشرائح الفقيرة في بعض البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع.

هذا ثم انتقل المسؤول الفاتيكاني إلى الحديث عن المسائل المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، معتبرا أن هذا الأمر يحمل تبعات على الحق في الطبابة بطريقتين أساسيتين. أولا عندما تسعى بعض الشركات المصنّعة للأدوية إلى تحقيق أرباح مادية غير واقعية في وقت يعجز فيه المرضى، لاسيما في البلدان الفقيرة، عن تحمّل نفقات هذه الأدوية العالية الكلفة. وهذا يؤدي إلى تهميش من ليسوا قادرين على تحمّل كلفة بعض منتجات الأدوية ويساهم في تعزيز ظاهرة الاحتكار.

أما العائق الثاني ـ تابع مراقب الكرسي الرسولي يقول ـ فيتمثل في البحث الهادف إلى تطوير أدوية وأدوات جديدة تكون أكثر فاعلية وتساهم في التشخيص المبكر لبعض الأمراض التي تعرض حياة الإنسان للخطر. وغالبا ما تُستثنى من هذه العملية الأمراض النادرة وتلك المتفشية في البلدان الفقيرة شأن الأيدز والسل والمالاريا والإبيولا والتهاب الكبد. ومن المؤسف أن الشركات المصنعة للأدوية ـ وبفضل تركيزها المفرط على الربح المادي ـ تصب بحوثها على المشاكل الصحية المنتشرة في البلدان الثرية والأكثر تصنيعا.

وأكد رئيس الأساقفة تومازي أن الكرسي الرسولي يحترم بالكامل الحق في الملكية الفكرية، لكنه يحث المجتمع الدولي على تبني مقاربة جديدة وخلاقة تضمن الحق في الطبابة لجميع الأشخاص وبدون أي تمييز. ومن هذا المنطلق، ختم قائلا، لا بد من النظر إلى مسألة الملكية الفكرية من وجهة نظر تعزيز الخير العام وبناء تضامن عالمي وتقديم حياة وكرامة الضعفاء والفقراء على أي اعتبارات أخرى خصوصا وأن نسبة كبيرة من هؤلاء تتحمل عبء الكثير الأمراض المعدية وغير المعدية.








All the contents on this site are copyrighted ©.