2015-02-19 10:48:00

البابا فرنسيس يحتفل برتبة تبريك الرماد ويفتتح زمن الصوم المبارك


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأربعاء في بازيليك القديسة سابينا في روما القداس الإلهي ورتبة تبريك الرماد في بدء زمن الصوم المبارك وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها: نبدأ اليوم كشعب الله مسيرة الصوم، زمن نبحث فيه عن اتحاد أوثق بالرب لنتقاسم سرّ آلامه وقيامته. تقدّم لنا الليتورجية اليوم نصًّا من النبي يوئيل الذي أرسله الله ليدعو الشعب إلى التوبة والارتداد بسبب الكارثة الطبيعيّة التي تضرب اليهوديّة.

تابع البابا يقول يُصرّ النبيّ على الارتداد الداخليّ: "توبوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم" (2، 12). التوبة إلى الرب بكل القلب تعني القيام بمسيرة ارتداد غير سطحيّة أو مرحليّة وإنما مسيرة روحيّة تطال عمق كياننا. وهذه التوبة بكل القلب لا تطال الأفراد فقط وإنما تصل إلى الجماعة بأسرها، إنها دعوة موجّهة إلى الجميع: "اجمعوا الشَّعبَ وقَدِّسوا الجَماعَة واحشُدوا الشُّيوخ واجمَعوا الأطفالَ وراضِعي الأَثْداء ولْيَخرُجِ العَروسُ مِن مُخدَعِه والعَروسَةُ مِن حَجلَتِها" (2، 16).
أضاف الحبر الأعظم يقول يتوقف النبيّ بشكل خاص عند صلاة الكهنة مؤكدًا أنه ينبغي أن تترافق بالدموع. سيساعدنا كثيرًا نحن الكهنة أن نطلب نعمة الدموع التي تجعل على الدوام صلاتنا ومسيرة ارتدادنا حقيقيّتين وبدون رياء. وهذه هي أيضًا رسالة الإنجيل الذي تقدمه الليتورجية اليوم. ففي النص الذي يقدمّه الإنجيلي متى يذكرنا يسوع بأعمال الرحمة الثلاثة التي تفرضها شريعة موسى: الصدقة والصلاة والصوم، ويشدّد على التجربة المشتركة التي تواجهها هذه الأعمال والتي يمكن تلخيصها بكلمة "رياء": "إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس لِكَي يَنظُروا إِليكم... فإِذا تَصدَّقْتَ فلا يُنْفَخْ أَمامَكَ في البوق، كما يَفعَلُ المُراؤونَ... وإِذا صَلَّيْتُم، فلا تَكونوا كالمُرائين، فإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ قائمينَ في المَجامِعِ ومُلْتَقى الشَّوارِع، لِيَراهُمُ النَّاس... وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين" (متى 6، 1. 2. 5. 16).
تابع الحبر الأعظم يقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إن الرب لا يتعب أبدًا من التحلّي بالرحمة تجاهنا وهو يريد مرّة أخرى أن يقدّم لنا مغفرته وبالتالي هو يدعونا للعودة إليه بقلب جديد منقّى من كل شرّ، منقّى بالدموع لندخل معه ونشترك بفرحه. ولكي نقبل دعوته هذه يرشدنا القديس بولس قائلاً: "نَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تصالِحوا اللّهَ" (2 كور 5، 20). فارتدادنا إذًا ليس عملاً بشريًّا فقط وإنما هو أن نسمح لله أن يصالحنا أيضًا. وهذه المصالحة مع الله هي ممكنة بفضل رحمة الآب الذي – حبًّا بنا – لم يتوانى عن التضحية بابنه الوحيد. في الواقع، إن المسيح الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة، جَعَلَهُ اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا عندما حمل على الصليب خطايانا وافتدانا وبرّرنا أمامه، ويمكننا أن نتبرّر به ونتغيّر إن قبلنا نعمة الله ولم نسمح أن يذهب سدى "وقت القبول" هذا (2 كور 6، 2). 
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: بهذا اليقين نبدأ مسيرة الصوم بثقة وفرح. لتعضد مريم الأم البريئة من الدنس جهادنا الروحي ضدّ الخطيئة ولترافقنا في "وقت القبول" هذا لكي ننشد معًا نشيد الظفر في يوم الفصح!           








All the contents on this site are copyrighted ©.