2015-02-13 14:51:00

رسالة الكاردينال أويلليه احتفالا باليوم الإسباني الأمريكي


"مبشرون بقوّة الروح" هذا هو عنوان الرسالة التي وجّهها الكاردينال مارك أويلليه رئيس اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية احتفالاً باليوم الإسباني الأمريكي الذي يحتفل به سنويًّا في الأحد الأول من شهر آذار مارس، وقد تم إنشاء هذا اليوم عام 1959 للتذكير بعلاقات التضامن والشركة والتعاون في حقل البشارة بين إسبانيا وأمريكا اللاتينية.

شكر الكاردينال أويلليه في رسالته أولاً التسعة آلاف مرسل إسباني الذين يعملون في خدمة البشارة في أمريكا اللاتينية بالإضافة إلى الكهنة والرهبان والراهبات، وقال إن عنوان الرسالة يذكّر بالعنصرة لأنه في تلك اللحظة وبفعل قوّة الروح خرج الرسل من ذواتهم وتحوّلوا إلى مبشّرين. هذا وذكّر رئيس اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية في رسالته بمرجعين مهمّين: الوثيقة الختاميّة لمؤتمر آباريسيدا المنعقد عام 2007 والإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، لاسيما أن المرجع الأول قد ساهم الكاردينال برغوليو في صياغته، أما الثاني فقد كتبه بنفسه بعد اعتلائه السدة البطرسيّة، وشرح أن المرجعين يشيران إلى الفرح كعلامة مميّزة في المبشّرين، وفي هذا الإطار دعا الكاردينال أويلليه إلى بشارة فرحة، سخيّة وشجاعة، تفيض بالحب حتى النهاية يحملها مبشرون شجعان لا يتعبون.

تابع رئيس اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية مذكّرًا أن الذي يبشّر لا يقوم بذلك كمبادرة شخصيّة أو لأسباب خارجة عن إعلان الإنجيل لأن مصدر النشاط الرسولي وثماره لا تقوم على مشاريع فرديّة أو على قوى بشريّة بل على العكس لأن المسيح هو الذي يمنح القوة للمبادرة في المسيرة للوصول إلى جميع الضواحي التي تحتاج لنور الإنجيل. بالطبع سيكون هناك صعوبات وحواجز تمنع البشارة ولكن المرسل يدرك على الدوام أن الجهود التي تبذل بمحبة لا تذهب سدى تمامًا كمحبة الله.

أضاف الكاردينال مارك أويلليه يقول إن لم تضطرم نار الروح في القلب فما من دافع سيكفي لتحريك الرسالة وبالتالي تأتي الدعوة لعدم إهمال الصلاة لأن المرسل الحقيقي يعرف أن يسوع يسير ويتنفّس ويعمل معه ويمنحه الشجاعة ليعلن الإنجيل بأعلى الصوت في كل زمان ومكان. تابع رئيس اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية مستشهدًا بكلمات البابا فرنسيس: "لا نسمحنّ لأحد بأن يسلبنا فرح البشارة" وأشار إلى أنه على كل مرسل أن ينطلق على الدوام من لقائه الشخصي بالمسيح لأن المتطلبات الجديدة للرسالة، لاسيما في أمريكا اللاتينية حيث يبدو أن الإيمان وعيش الحياة المسيحية في الجماعات غير متماسكين، تقتضي على الدوام انطلاقة جديدة توقظ دهشة وسحر اللقاء بالمسيح.

من هنا تأتي الدعوة للمرسلين لكي لا يسمحوا للصعوبات بأن تُحبطهم بل أن ينطلقوا مجدّدًا على الدوام بالحماسة عينها التي أعلنوا فيها الـ "نعم" الأولى على مثال العذراء مريم. وبالتالي، يؤكد الكاردينال مارك أويلليه أنه من الأهميّة بمكان أيضًا أن نتأمل وجه الله في القريب وألا ينفصل عيش الصلاة التأمليّة عن الواقع، لاسيما وأن زمننا يتطلب منا خروجًا رسوليًّا ولذلك ينبغي التذكير بأن الرسالة هي في الوقت عينه شغف بالمسيح وبشعبه. في الواقع إن البشارة هي على الدوام عمل شعب الله بأسره وهي موجّهة للجميع بدون تمييز بين الأشخاص أو المجموعات الاجتماعيّة. وأضاف الكاردينال أويلليه يقول وحده الذي يبحث عن خير الآخرين ويرغب بسعادتهم يمكنه أن يصبح مرسلاً.

وختم الكاردينال مارك أويلليه رئيس اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية رسالته بمناسبة الاحتفال باليوم الإسباني الأمريكي مذكّرًا بأن النشاط الرسولي في كنيسة أمريكا اللاتينية هو فعل تضامن تجاه الأشد عوزًا ودعا الجميع للاتكال على العذراء مريم لكي تجعل المرسلين قادرين على النظر إلى مسيرة الطاعة للآب.








All the contents on this site are copyrighted ©.