2015-02-10 13:55:00

البابا فرنسيس: معرفة الله تحثنا على الانطلاق في المسيرة


"لكي نلتقي بالله ينبغي علينا أن نخاطر وننطلق في المسيرة لأن المسيحي الراكد لن يتمكن أبدًا من معرفة وجه الآب" حول هذه الفكرة تمحورت عظة الأب الأقدس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من سفر التكوين والتي تخبرنا عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله وتوقّف في تأمله عند الدروب التي تنفتح أمام المسيحي الذي يريد أن يتعرّف على أصوله وقال إن صورة الله بالتأكيد لن نجدها في الكومبيوتر أو في الموسوعات العلميّة وبالتالي لكي نجدها ينبغي علينا أن نفهم هويّتنا وذلك فقط من خلال الانطلاق في المسيرة وإلا فلن نتمكّن أبدًا من معرفة وجه الله. فالذي لا يسير لن يتعرف أبدًا على صورة الله ولن يجد وجهه أبدًا. والمسيحيون الراكدون لن يتمكنوا أبدًا من معرفة وجه الله، قد يقولون إن الله هو كذا وكذا ولكنهم لا يعرفونه... والسير يحتاج لتلك الرغبة التي يضعها الله في قلوبنا والتي تحملنا للبحث عنه.

تابع البابا فرنسيس يقول إن الانطلاق في المسيرة هو السماح لله أو للحياة بأن تُعرضنا للتجارب والصعوبات لأن المسيرة هي مخاطرة، وهكذا كانت حياة العديد من الأنبياء كإيليا وإرميا وأيّوب إذ واجهوا جميع الصعوبات التي اعترضتهم بدون أن يتعبوا أو أن يفقدوا إيمانهم أمامها. ولكن تابع الحبر الأعظم يقول هناك نوع آخر من الركود وهو يمنعنا أيضًا من البحث عن الله ولقائه وهو ما نقرؤه في الإنجيل الذي قدمته لنا الليتورجية اليوم والذي يخبرنا عن الكتبة والفريسيين الذين جاؤوا متذمرين إلى يسوع لأنهم رَأَوا بعضَ تَلاميذِهِ يَتناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَي غَيرِ مَغسولة.

أضاف الأب الأقدس يلتقي يسوع في الإنجيل بالعديد من الأشخاص الذين يخافون من الانطلاق في المسيرة ولذلك يصورون الله في صورة تناسبهم ويعيشون هوية خاطئة. لقد أسكتوا رغبة قلبهم في البحث عن الله وشوهوا صورته بشرائع ووصايا فنسَوه، كما قال لهم يسوع: "إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر" وهكذا يبتعدون عن الله بدلاً من أن يسيروا نحوه وفي كلّ مرّة يمرّون في صعوبة أو ضعف يسنون شرائع ووصايا جديدة، وبالتالي فهم لا يسيرون بل يراوحون مكانهم.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول تدعونا قراءات اليوم للتفكير حول الهويتين اللتين تقدمهما لنا الأولى والتي نملكها جميعًا وهي التي منحنا الرب إياها والتي تقول لنا: "انطلق في المسيرة وستكتشف هويتك لأنك على صورة الله ومثاله، انطلق وابحث عن الله" والثانية التي تقول لنا: "هدئ من روعك ولا تهتم يكفي أن تطبّق الشرائع والوصايا وهذا هو الله". ليمنحنا الرب نعمة الشجاعة لننطلق في المسيرة على الدوام بحثًا عن وجه الرب ذاك الوجه الذي سنعاينه جميعنا يومًا وإنما ينبغي أن نبحث عنه هنا على الأرض.         








All the contents on this site are copyrighted ©.