2015-02-04 12:45:00

رسالة الكاردينال بارولين إلى الجمعية البرلمانية من أجل المتوسط


وجه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين رسالة إلى المشاركين في الدورة العامة للجمعية البرلمانية من أجل المتوسط التي انعقدت في إمارة موناكو يوم الاثنين الماضي. واستهل رسالته معربا عن الدعم الذي يقدمه الكرسي الرسولي لهذه الهيئة ولأهدافها الأساسية وتتمثل في تعزيز الحوار السياسي بين برلمانات منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط استنادا إلى المبادئ المشتركة والمتقاسمة بين كل التقاليد والثقافات. وشدد على أن المنطقة واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تحديات لم تنحصر ضمن الحدود الوطنية لأي من الدول المعنية، نظرا لطبيعتها العابرة للحدود. ولا يمكن لأي بلد أن يُعتبر بمنأى عن الأوضاع التي تعيشها بلدان أخرى ومنطقة حوض المتوسط ككل. بعدها توقف الكاردينال بارولين عند انعدام الاستقرار السياسي في أفريقيا الشمالية، لاسيما في ليبيا، فضلا عن الحرب والإرهاب السائدين في كل من العراق وسورية وهذا ما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لمنطقة المتوسط وقد شاهدنا كلنا بأم العين حجم المآسي والآلام البشرية، خصوصا إزاء الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يذهبون ضحية العنف والإرهاب.

ولفت نيافته إلى أن البابا فرنسيس ومنذ بداية حبريته سلط الضوء أكثر من مرة على هذه الآفة الخطيرة وعبر عن قلقه الشديد تجاهها، وهذا ما فعله على سبيل المثال خلال زيارته للبرلمان الأوروبي في ستراسوبرغ في الخامس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي عندما تطرق أيضا إلى ما تسببه هذه الأوضاع الخطيرة من هجرة غير شرعية، يذهب ضحيتها أشخاص كثيرون في مياه البحر الأبيض المتوسط. وفي خطابه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي مطلع هذا العام توقف البابا مجددا عند المآسي التي يعيشها أشخاص يُجبرون على ترك أوطانهم هربا من الحرب والصراعات السياسية.

هذا ولم تخل رسالة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الحرب الدائرة في سورية وما تحمله من انعكاسات على البلدان المجاورة، لافتا إلى أن العام 2014 شهد نهضة خطيرة في ظاهرة التطرف الإسلامي والإرهاب ما شكل ضربة قاسية لحقوق الإنسان الأساسية. وأكد أن هذا النوع من الأصولية الأيديولوجية لا يعرف حدودا ويحصد الضحايا بغض النظر عن الانتماءات العرقية والدينية. ختاما عبر الكاردينال بارولين عن قلق الكرسي الرسولي البالغ حيال مصير الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط، لأنها تتعرض ـ بالإضافة إلى جماعات أخرى ـ لنتائج التطرف الإسلامي. وعاد ليذكر بكلمات البابا فرنسيس الذي أكد أن الشرق الأوسط بدون مسيحييه يصبح منطقة مشوهة، كما لفت الكاردينال بارولين إلى أن الكرسي الرسولي يقر أيضا بما يتعرض له المسلمون من معاناة على يد الأشخاص الذين يستخدمون اسم الله لتبرير العنف والمذابح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.