2015-02-01 12:19:00

البابا يعلن عن قيامه بزيارة إلى ساراييفو في حزيران يونيو


أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا إن إنجيل هذا الأحد يقدم لنا يسوع الذي ومع مجموعة التلاميذ الصغيرة، دخل كفرناحوم، المدينة حيث كان يعيش بطرس والتي كانت آنذاك أكبر مدن الجليل. يخبرنا القديس مرقس الإنجيلي بأن يسوع، وخلال يوم السبت، توجه فورا إلى المجمع اليهودي وراح يعلّم، وهذا الأمر، قال البابا، يحملنا على التفكير بتفوق كلمة الله، التي تتطلب أن نصغي إليها ونقبلها ونعلمها.

لدى وصوله إلى كفرناحوم لم يُرجئ يسوع إعلان الإنجيل، ولم يفكر قبل ذلك بالتدابير اللوجستية الهامة بالنسبة لجماعته الصغيرة، لم يضيع الوقت في عملية التنظيم. وكان شغله الشاغل إعلان كلمة الله بقوة الروح القدس. والناس الحاضرون في المجمع تأثروا بكون يسوع "يعلمهم كمن له سلطان لا مثل الكتبة" (مرقس 1، 22). وتساءل البابا: ماذا تعني عبارة "كمن له سلطان"؟ هذا يعني أنه في كلمات يسوع كان يشعر الناس بقوة كلمة الله كاملة، وبسلطان الله مصدر وحي الكتابات المقدسة. من بين ميزات كلمة الله أنه يحقق ما يقول. ونحن غالبا ما نقول كلمات فارغة لا تتلاءم مع الحقيقة، لكن كلمة الله تتلاءم مع الحقيقة.

إن يسوع، وبعد تبشيره أظهر سلطانه إذ حرر رجلا حاضرا في المجمع كان فيه روح نجس. إن سلطان المسيح الإلهي، تابع البابا، سبب ردة فعل من قبل الشيطان الذي كان داخل ذلك الرجل، وقد انتهره يسوع قائلا له "اخرس واخرج منه" (راجع الآية 25). بقوة كلمته وحسب حرر يسوع هذا الرجل من الشرير. ودُهش الحاضرون مرة جديدة وقالوا: من أين أتى هذا الرجل؟ "حتى الأرواح النجسة يأمرها فتطيعه" (الآية 27). كلمة الله تُدهشنا. هذا ثم أكد البابا أن الإنجيل هو كلمة الحياة: لا يقمع الناس، بل على العكس، يحررهم عندما تستبعدهم الأرواح الشريرة في هذا العالم شأن الغرور والتعلق بالمال والكبرياء والشهوانية.

إن الإنجيل  يبدل القلب والحياة ويحوّل الميل للشر إلى ميل للخير. الإنجيل قادر على تغيير الأشخاص. ويتعين على المسيحيين أن يبشروا بكلمة الله ويكونوا مرسلين لها. وهذا ما يدل عليه أيضا إنجيل اليوم الذي يقول: "وذاع ذكره (ذكر يسوع) لوقته في كل مكان من ناحية الجليل بأسرها" (الآية 28). وأكد البابا فرنسيس أن الكنيسة تحمل هذه العقيدة الجديدة التي أعلنها يسوع إلى العالم كله وتعلن تعليم ابن الله وعمله المحرر اللذين صارا كلمات خلاص وبادرة محبة الكنيسة المرسلة. وذكّر البابا المؤمنين بأن الإنجيل يتمتع بقوة تغيير الحياة. ومن هذا المنطلق لا بد من قراءة مقطع من الإنجيل كل يوم، وحمل الإنجيل معنا يوميا لأنه يبدل الحياة والقلب.

بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي أعلن البابا فرنسيس أنه سيتوجه يوم السادس من حزيران يونيو القادم إلى ساراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك. وسأل المؤمنين أن يصلوا على نية زيارته هذه كي تكون مصدر تشجيع للمؤمنين الكاثوليك وتزرع بذور الخير وتساهم في تعزيز الأخوّة والسلام والحوار ما بين الأديان والصداقة. بعدها ذكّر البابا بأنه يُحتفل هذا الأحد بيوم الحياة في إيطاليا ووجه تحياته إلى وفود الحجاج، خاصا بالذكر أولئك القادمين من لبنان ومصر وتمنى للكل أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.