2015-01-17 10:30:00

البابا يترأس القداس الإلهي في تاكلوبان بمشاركة الناجين من الإعصار


ترأس قداسة البابا فرنسيس عند العاشرة من صباح السبت بالتوقيت المحلي القداس الإلهي تحت المطر بالقرب من مطار تاكلوبان في جزيرة لايتيه، بحضور حشد غفير من المؤمنين والناجين من الإعصار الذي ضرب البلاد عام 2013. وقد ألقى الأب الأقدس عظة عفوية بالإسبانية عبّر فيها عن قربه من الجميع ومقاسمته ألمهم وقال: عندما شاهدت من روما هذه الكارثة شعرت بواجب أن أكون معكم. جئت لأقول لكم إن الرب يسوع لا يتركنا أبدا وهو يسير معنا في اللحظات الأكثر صعوبة في الحياة... وبعد المناولة رفع البابا صلاة قال فيها: نشكر الله لأنه يقاسمنا آلامنا، ونشكره لأنه يعطينا الرجاء. هذا وقد اضطُر قداسة البابا فرنسيس إلى اختصار زيارته لمدينة تاكلوبان بسبب رداءة الطقس، وقد تخللها أيضا لقاء مع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين وعائلات الناجين من الإعصار في كاتدرائية بالو. 

هذا وجاء في نص العظة بالإنجليزية التي أعدها الأب الأقدس للمناسبة واستهلها انطلاقًا من كلمات الرسالة إلى العبرانيين (4، 14 ـ 16): يا لها من كلمات معزية تلك التي سمعناها! مرّة أخرى يُقال لنا بأن يسوع المسيح هو ابن الله، مخلّصنا وعظيم كهنتنا الذي يقدّم لنا رحمة ونعمة وعونًا في كلّ ما نحتاجه. هو يشفي جراحنا ويغفر خطايانا ويدعونا لنكون تلاميذه كما فعل مع القديس مرقس. لنحمده على حبّه ورحمته ورأفته. وتابع البابا فرنسيس جئت لأكون معكم في هذه المدينة التي اجتاحها الإعصار يولاندا منذ أربعة عشر شهرًا. أحمل لكم محبة أب وصلوات الكنيسة بأسرها والوعد بأنكم لستم منسيّون بينما تتابعون إعادة البناء. هنا تم الانتصار على أكبر عاصفة سُجلت على الأرض بواسطة أعظم قوة في الكون: محبة الله. ونحن هنا في هذا الصباح لنقدم شهادة لتلك المحبّة وقوّتها في تحويل الموت والدمار إلى حياة وشركة. إن قيامة المسيح، التي نحتفل بها في هذا القداس، هي رجاؤنا، إنها واقع نختبره الآن أيضًا. نعلم أن القيامة تأتي فقط بعد الصليب، ذاك الصليب الذي حملتموه بإيمان وكرامة وقوة أُعطيت لكم من لدن الله.

أضاف الأب الأقدس نجتمع اليوم معًا أولاً للصلاة من أجل الذين ماتوا والذين لا يزالون مفقودين ومن أجل الجرحى. نقدّم إلى الله أرواح الموتى: أمهاتنا وآباؤنا، الأبناء والبنات والأقارب والأصدقاء، ونثق بأنهم بمثولهم أمام الله قد وجدوا الرحمة والسلام. وبالرغم من ذلك هناك حزن كبير لغيابهم. ولكن لننظر إلى المستقبل بأعين الإيمان. إن ألمنا هو بذرة ستزهر يومًا في الفرح الذي وعده الرب للذين يؤمنون بكلماته: "طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون" (متى 5، 4). نجتمع اليوم هنا أيضًا لنشكر الله على مساعدته في وقت العوز. لقد كان قوّتنا في هذه الأشهر الصعبة. فُقدت العديد من الأرواح وكان هناك الكثير من الألم والدمار. وبالرغم من ذلك لا نزال نجتمع لنشكره. نعلم أنه يهتمّ بنا؛ ونعلم أننا بيسوع ابنه لدينا عظيم كهنة "يستطيع أن يرثى لضعفنا" (عبرانيين 4، 15). إن رغبتكم بشكره من أجل كل نعمة وبركة، بعد أن خسرتم الكثير، ليست فقط انتصارًا لقدرة النهوض والقوة التي يتمتّع بها الشعب الفيليبيني، وإنما هي أيضًا علامة لصلاح الله وقربه وحنانه وقدرته الخلاصيّة.

تابع الحبر الأعظم: نشكر الله العلي أيضًا على ما تمّ فعله للمساعدة وإعادة البناء والعناية في أشهر العوز التي لم يسبق له مثيل. أفكّر أولاً بالذين استقبلوا وقدّموا الملجأ للعدد الكبير من العائلات النازحة. أشكر الذين اهتموا بالمشرّدين والأيتام والأشخاص الوحيدين. كهنة ورهبان وراهبات قدّموا كل ما باستطاعتهم. أعبّر عن امتناني لجميع الذين استقبلوا واهتموا بالأشخاص الذين يبحثون عن ملجأ في الكنائس والأديار. في هذه الذبيحة الإلهية نريد أيضًا أن نشكر الله على أولئك الرجال والنساء الذين قدموا خدمتهم كعمال إنقاذ وإغاثة، كما ونشكره على العديد من الأشخاص الذين، ومن كل أنحاء العالم، قدموا بسخاء وقتهم ومالهم وخيراتهم. دول ومنظمات وأفراد من كل ناحية من الأرض وضعوا المحتاجين في المرتبة الأولى؛ إنه مثل ينبغي أن يُحتذى به.

أضاف الأب الأقدس: تدعونا القراءة الأولى اليوم من الرسالة إلى العبرانيين "لنتمسّك بشهادة الإيمان ونتقدّم بثقة إلى عرش نعمة الله" (عبرانيين 4، 16). تجد هذه الكلمات صدى خاصا في هذا المكان: إذ وسط الألم الكبير لم تتوقفوا قط عن إعلان انتصار الصليب، انتصار محبة الله. لقد رأيتم قوة ذاك الحب التي ظهرت في سخاء العديد من الأشخاص، ولكنكم لاحظتم أيضًا، من خلال غياب الإستجابة لهذه المأساة الإنسانية، العلامات المروعة للشر الذي جاء المسيح ليخلّصنا منه. لنصلِّ لكي يقودنا هذا الأمر أيضًا للتحلي بثقة أكبر بقدرة نعمة الله للتغلب على الخطيئة والأنانيّة، ولنصلِّ بشكل خاص أيضًا لكي يجعلنا أكثر إحساسًا إزاء صرخة إخوتنا وأخواتنا الذين يعيشون في العوز. لنصلِّ لكي يقودنا إلى رفض جميع أشكال الظلم والفساد التي تنهب الفقراء وتسمّم جذور المجتمع.

وختم البابا فرنسيس عظته: لقد شعرتم خلال هذه المحنة بنعمة الله بشكل خاص من خلال حضور الطوباوية مريم العذراء، سيّدة المعونة الدائمة، وعنايتها المُحبّة. إنها أمُّنا! لتساعدكم على المثابرة في الإيمان والرجاء فتبلغوا إلى جميع المحتاجين. ولتبتهل على الدوام، مع القديسَين لورينزو رويز وبيدرو كالونغسود وجميع القديسين، رحمة الله والرأفة المُحبّة لهذه البلاد وجميع الفيليبينيّين الأحبّاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.