2015-01-16 10:36:00

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في كاتدرائية مانيلا


"أتحبّني؟... ارع حملاني" (يوحنا 21، 15.16) بكلمات يسوع هذه لبطرس بحسب إنجيل اليوم، استهل قداسة البابا فرنسيس عظته مترئسا القداس الإلهي هذا الجمعة في كاتدرائية مانيلا بمشاركة الأساقفة، الكهنة، الرهبان، الراهبات والإكليريكيين، وقال إن كلمات يسوع هذه تذكّرنا بأن كل خدمة رعوية تولد من المحبة، مضيفًا أن كل حياة مكرسة هي علامة محبة المسيح المصالحة، وكما القديسة تريزا الطفل يسوع، وفي تنوع دعواتنا، فإن كل واحد منا مدعو بطريقة ما ليكون الحب في قلب الكنيسة. وإذ أشار بعدها لاستعداد الكنيسة في الفيليبين للمئوية الخامسة للبشارة بالإنجيل، قال البابا: نشعر بالامتنان للإرث الذي تركه العديد من الأساقفة والكهنة والرهبان من الأجيال الماضية، فقد عملوا ليس فقط لإعلان الإنجيل وبناء الكنيسة في هذا البلد، إنما أيضا لصهر مجتمع مستوحى من رسالة الإنجيل، رسالة المحبة والمغفرة والتضامن لخدمة الخير العام، وإنكم تواصلون اليوم أيضا عمل المحبة هذا.

توقف البابا فرنسيس بعدها عند القراءة الأولى من رسالة القديس بولس "لأن محبة المسيح تأخذ بمجامع قلبنا"، وقال إننا مدعوون لنكون سفراء المسيح وأشار إلى أن خدمتنا هي خدمة المصالحة. نعلن البشرى السارة لمحبة الله اللامتناهية، ورحمته ورأفته. نعلن فرح الإنجيل. وأضاف الأب الأقدس: أن نكون سفراء المسيح يعني أن ندعو كل شخص للقاء متجدد مع الرب يسوع، وأشار بعدها إلى أن الإنجيل هو دعوة أيضا لفحص الضمير. فكما علّم أساقفة الفيليبين، إن الكنيسة في البلاد مدعوة لمكافحة أسباب اللامساواة والظلم التي تلطخ وجه المجتمع. ولفت البابا فرنسيس إلى أن الإنجيل يدعو كل فرد مسيحي لعيش حياة نزيهة ولصالح الخير العام، كما يدعو الجماعات المسيحية أيضا لإنشاء شبكات تضامن تستطيع الانتشار في المجتمع.

إن الفقراء هم في قلب الإنجيل، قال الأب الأقدس في عظته، مشيرا إلى أنه ينبغي علينا نحن الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وكسفراء المسيح، أن نكون الأوائل في قبول نعمته المصالحة، ويشرح لنا القديس بولس معنى ذلك. أي أن ننظر إلى كل شيء في نور المسيح، ويتطلب ذلك أن نكون الأوائل في فحص الضمير والسير على طريق الارتداد المتواصل. وشدد البابا فرنسيس في عظته على أهمية اللقاء اليومي مع الرب في الصلاة وقال إن القديسين يعلّموننا بأن الصلاة هي ينبوع كل حماس رسولي! وأشار أيضا لأهمية العيش بطريقة تعكس فقر المسيح الذي ارتكزت حياته كلها إلى فِعل مشيئة الآب وخدمة الآخرين.  كما ودعا البابا الكهنة الشباب والرهبان والإكليريكيين الحاضرين لتقاسم فرح محبتهم للمسيح والكنيسة مع الجميع، وحثهم على أن يكونوا حاضرين أيضا وسط الشباب الذين قد يكونوا حائرين ويائسين، وعلى الرغم من ذلك، يرون الكنيسة دائما كينبوع رجاء. كما دعاهم ليعلنوا جمال وحقيقة الزواج المسيحي، وأشار إلى أن الفيليبينيين معروفون في كل مكان بمحبتهم لله والتقوى المريمية وقال إن هذا الإرث الكبير يحتوي على قوة إرسالية كبيرة.

وختم قداسة البابا فرنسيس عظته مترئسا القداس الإلهي في كاتدرائية مانيلا سائلا مريم العذراء، أم الكنيسة، أن تحرك في الجميع حماسا كبيرا يبذلونه بتفان في خدمة الإخوة والأخوات.








All the contents on this site are copyrighted ©.