2015-01-11 12:25:00

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن عماد الرب


بعد الاحتفال بالقداس الإلهي في كابلة السكستين بالفاتيكان تلا البابا فرنسيس كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! نحتفل اليوم بعيد عماد الرب الذي يختتم زمن الميلاد. يحدّثنا الإنجيل عما جرى على ضفاف نهر الأردن. عندما منح يوحنا المعمدان العماد ليسوع شُقت السموات. يقول القديس مرقس: "وبينما هو خارج من الماء رأى السموات تنشق" (مرقس 1، 10). ويعود إلى الأذهان تضرع النبي أشعياء "ليتك تشقّ السموات وتنزل" (أشعيا 62، 19). وقد تحقق هذا الابتهال في حدث عماد يسوع. وولّى بذلك زمن السموات "المقفلة" التي تدل على الفصل بين الله والإنسان بسبب الخطيئة. الخطيئة تبعدنا عن الله وتكسر العلاقة بين الأرض والسماء، وتولّد بؤسنا وفشل حياتنا.

السموات المفتوحة ـ قال البابا ـ تدل على أن الله أعطى نعمته كي تعطي الأرض ثمارها. هكذا أصبحت الأرض مسكنا لله بين البشر، وكل واحد منا باتت لديه إمكانية لقاء ابن الله، واختبار محبته ورحمته اللامتناهية. وباستطاعتنا أن نلتقي به من خلال حضوره في الأسرار، لاسيما سر الإفخارستيا. يمكننا أن نتعرف عليه في أوجه أخوتنا، خصوصا أولئك الفقراء، والمرضى والمسجونين واللاجئين: إنهم الجسد الحيّ للمسيح المتألم والصورة المنظورة لله غير المنظور.

تابع البابا كلمته يقول: من خلال عماد يسوع، لم تُشقّ السموات وحسب، بل تحدث الله مجددا وتردد صدى صوته: "أنت ابني الحبيب بك رضيت" (مرقس 1، 11). لقد أعلن صوت الآب السر المختبئ في الرجل المعمَّد من قبل من جاء قبله. إن حلول الروح القدس، بشكل حمامة، سمح للمسيح بأن يبدأ رسالته المخلّصة الموجهة لنا جميعا. وقال: غالبا ما نصلي ليسوع أو نصلي للآب، لكننا ننسى أن نصلي للروح القدس. إننا بحاجة لطلب مساعدة الروح القدس.

إن روح القدس هذا، الذي حرّك حياة ورسالة يسوع، يقود الكيان المسيحي. ولا بد أن نضع حياتنا ورسالتنا كمسيحيين بتصرف الروح القدس كي نجد الشجاعة الرسولية اللازمة لتخطي معوقات الحياة المادية. وأكد البابا أن المسيحيين والجماعات المسيحية التي لا تصغي إلى صوت الروح القدس تصبح صامتة، لا تتكلم ولا تبشر بالإنجيل. وقال: تذكروا أن تصلوا للروح القدس لكي يساعدنا ويمنحنا القوة اللازمة للسير قدما. وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته إلى وفود الحجاج والمؤمنين وشدد على ضرورة أن يعيش المؤمنون الرحمة لأننا نعيش زمن الرحمة. ولفت إلى أنه سيبدأ مساء غد الاثنين زيارته الرسولية إلى سريلانكا والفيليبين وسأل المؤمنين أن يرافقوه بالصلاة وطلب إلى السريلانكيين والفيليبييين في روما أن يصلوا من أجله ومن أجل هذه الزيارة ودعا الجميع لأن يتذكروا بفرح يوم عمادهم!








All the contents on this site are copyrighted ©.