2014-12-28 12:37:00

البابا يتحدث عن العائلة المقدسة قبل تلاوته التبشير الملائكي


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! في هذا الأحد الأول بعد عيد الميلاد، وفيما نحن منغمسون في أجواء العيد الفرِحة، تدعونا الكنيسة للتأمل بعائلة الناصرة المقدسة. يقدّم لنا إنجيل اليوم العذراء والقديس يوسف عندما توجها إلى هيكل أورشليم بعد أربعين يوما على ولادة يسوع. فعلا ذلك من باب الطاعة الدينية لشريعة موسى التي تطلب بأن يُقدم الابن البكر للرب. يمكننا أن نتصوّر هذه العائلة الصغيرة، وسط أعداد كبيرة من الناس في باحات الهيكل الواسعة. لا تبرز إلى العيان، لكنها لم تمر مرور الكرام! إذ إن شيخين، يحرّكهما الروح القدس، هما سمعان وحنة، اقتربا منهم ومجّدا الله على هذا الطفل، الذي شاهدا فيه المسيح نور الأمم وخلاص إسرائيل.

إنها لحظة بسيطة لكن مفعمة بالنبوءة: اللقاء بين زوجين شابين فرحين ومؤمنَين بفضل نعم الرب وشيخين مفعمين هما أيضا بالفرح والإيمان بفعل الروح القدس. من جعلهم يلتقون؟ يسوع. يسوع هو من يقرّب الأجيال، يقرب الشبان والمسنين. إنه مصدر هذه المحبة التي توحّد العائلات والأشخاص متغلبة على انعدام الثقة والعزلة والمسافات. وهذا يحملنا على التفكير بالأجداد أيضا: كم مهم حضورهم! كم ثمينٌ دورهم في العائلات والمجتمع! إن العلاقة الجيدة بين الشبان والمسنين مقرّرة بالنسبة لمسيرة الجماعة المدنية والكنسية. من خلال النظر إلى هذين الشيخين، سمعان وحنة، دعونا نحيي كل الأجداد في العالم.

إن الرسالة المتأتية من العائلة المقدسة، تابع البابا يقول، هي قبل كل شيء رسالة إيمان. ففي الحياة العائلية لمريم ويوسف يوجد الله فعلا في المحور، وذلك من خلال شخص يسوع. لذا إن عائلة الناصرة مقدسة: لأنها تتمحور حول يسوع. عندما يتنفس الوالدون والأبناء جوّ الإيمان هذا يحصلون على طاقة تسمح لهم بمواجهة التجارب الصعبة، كما تُظهر تجربة العائلة المقدسة، من خلال حادثة الهرب إلى مصر، على سبيل المثال. كانت تجربة قاسية.

إن الطفل يسوع، مع أمه مريم والقديس يوسف، يشكلون أيقونة عائلية بسيطة لكن نيّرة جدا. إنها تُشع نور الرحمة والخلاص للعالم برمته، نورَ الحقيقة بالنسبة لكل إنسان وللعائلة البشرية وكل الأسر. إن هذا النور المنبعث من العائلة المقدسة يشجعنا على تقديم الدفء الإنساني وسط العائلات التي تفتقر إلى السلام والتناغم والغفران لأسباب عدة. فليتواصل تضامننا الملموس مع العائلات التي تعيش أوضاعا صعبة نتيجة الأمراض وانعدام فرص العمل والتمييز والحاجة إلى الهجرة.

بعدها دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى الصلاة على نية كل العائلات المحتاجة والتي تعاني من الانقسامات! وأوكل إلى مريم كل عائلات العالم كي تتمكن من العيش في إطار الإيمان والتوافق والمساعدة المتبادلة. بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته المعتادة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وقال إن فكره يتجه إلى ركاب الطائرة الماليزية التي فُقدت خلال قيامها برحلة بين إندونيسيا وسنغافورة، بالإضافة إلى ركاب السفن التي تعرضت لحوادث في بحر الأدرياتيك معبّرا عن قربه من ذوي الضحايا والأشخاص المشاركين في عمليات الإنقاذ. كما حيا البابا الأسر الحاضرة في الساحة الفاتيكانية سائلا العائلة المقدسة أن تباركها وترافقها في مسيرتها.








All the contents on this site are copyrighted ©.