2014-12-26 13:28:00

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي لمناسبة عيد القديس اسطفانس


لمناسبة الاحتفال بعيد القديس أسطفانس أول الشهداء المسيحيين، الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم التالي لعيد الميلاد، تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تحت أشعة شمس شتائية دافئة. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! تذكرنا الليتورجية اليوم بشهادة القديس أسطفانس الذي اختير من قبل الرسل إلى جانب ستة أشخاص آخرين، للاهتمام بالأعمال الخيرية، أي الاعتناء بالفقراء والأيتام والأرامل في جماعة أورشليم، فأصبح أول شهيد للكنيسة. من خلال استشهاده كرم اسطفانس مجيء ملك الملوك إلى هذا العالم، وشهد له وقدم له حياته ثمنا لخدمة الأشخاص الأكثر حاجة وهكذا يعلمنا كيف نعيش ملء سر الميلاد.

تابع البابا يقول: إن نص الإنجيل الذي نقرأه في هذا العيد يقدّم لنا جزءا من الكلمات التي قالها يسوع لتلاميذه عندما أرسلهم ليبشروا. ومما قاله لهم "ويُبغضكم جميع الناس من أجل اسمي والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص" (متى 10، 22). إن كلمات الرب هذه لا تؤثّر سلبا على الاحتفال بعيد الميلاد، بل تجرده من اللباس الجميل الزائف الذي لا ينتمي إلى العيد. وتُفهمنا هذه الكلمات أنه في التجارب التي نقبلها بسبب الإيمان، تتغلب المحبة على العنف، والحياة على الموت. وكي نقبل يسوع فعلا في حياتنا ويتواصل فرح الليلة المقدسة، علينا أن نسير في الدرب التي يتحدث عنها هذا المقطع من الإنجيل أي الشهادة ليسوع من خلال التواضع والخدمة الصامتة بدون الخوف من السير في عكس التيار ودفع الثمن المطلوب.

وإن لم يكن جميع المسيحيين مدوعوين، على غرار القديس اسطفانس، لإراقة دمائهم، فالمطلوب من كل مسيحي أن يعيش حياتا تتماشى في مختلف الظروف والأوضاع مع الإيمان الذي يعلن عنه. وهذه هي نعمة يجب أن نطلبها من الرب، إذ لا يسعنا أن نقول "نحن مسيحيون" ونعيش كالوثنيين. مما لا شك فيه أن اتّباع الإنجيل هو سبيل متطلب، لكنه جميل، ومن يفعل ذلك بأمانة وشجاعة ينال من الرب العطية التي وعد بها الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. كما رنّم الملائكة يوم الميلاد "سلام! سلام!". ففي بيت لحم أعلن الملائكة على الرعاة "السلام في الأرض للناس أهل رضاه" (لوقا 2، 14). إن هذا السلام الذي يهبه الله قادر على طمأنة ضمائر الأشخاص الذين، ومن خلال تجارب الحياة، يعرفون كي يقبلوا كلمة الله ويلتزمون في التقيّد بها حتى النهاية. (راجع متى 10، 22).

في هذا اليوم، أيها الأخوة والأخوات ـ مضى البابا إلى القول ـ نرفع الصلوات بنوع خاص على نية الأشخاص الذي يتعرضون للتمييز والاضطهاد والقتل بسبب شهادتهم للمسيح. أود أن أقول لكل واحد منهم: إذا حملتم هذا الصليب بمحبة، تدخلون في سر الميلاد، وتمكثون في قلب المسيح والكنيسة. دعونا أيضا نصلي كيما تقوي تضحيات شهداء اليوم ـ وهم أشخاص كثيرون جدا ـ الالتزام حول العالم في الإقرار بالحرية الدينية واحترامها، لأنها حق لكل شخص بشري لا يمكن التصرف به. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي توجه البابا مرة جديدة إلى المؤمنين بأطيب التمنيات لمناسبة عيد الميلاد وقال أجدد لكم جميعا أمنية السلام، السلام للعائلات والجماعات الراعوية والرهبانية والحركات والجمعيات. ختاما توجه البابا بالشكر إلى جميع الأشخاص الذين بعثوا له بالرسائل وبطاقات المعايدة لمناسبة عيد الميلاد.








All the contents on this site are copyrighted ©.