2014-12-23 09:54:00

مائة عام على الخطاب التاريخي للبابا بندكتس الخامس عشر


لمائة سنة خلت وعشية الاحتفال بعيد الميلاد في الرابع والعشرين من كانون الأول ديسمبر 1914، التقى السعيد الذكر البابا بندكتس الخامس عشر أعضاء مجمع الكرادلة في الفاتيكان، وألقى أمامهم خطابا تاريخيا سلط فيه الضوء على شراسة حرب اندلعت قبل خمسة أشهر وهددت بتدمير القارة الأوروبية. وطالب بإلقاء الأسلحة الملطخة بالدماء والتي يتقاتل بواسطتها الأخوة، وحث المقاتلين على العودة إلى العمل في المصانع والشركات، وعلى بناء السلام. وتمنى البابا بندكتس الخامس عشر أن يتمكن قادة العالم والشعوب كافة، لمناسبة عيد الميلاد، من الإصغاء إلى صوت يسوع الذي يعلن عطية السلام.

لمناسبة مرور مائة عام على هذا الخطاب التاريخي نشرت صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية مقالا سلطت فيه الضوء على الظروف التي أحاطت بتلك الفترة وكتبت أن كلمات البابا بندكتس الخامس عشر لم تغيّر شيئا في موازين القوى وفي مجريات الحرب الدامية، أي الحرب العالمية الأولى، التي استمرت طيلة أربع سنوات، بيد أنها تصادفت مع حدث بالغ الأهمية حصل في بعض مناطق الجبهة الغربية إذ تم إعلان هدنة على عدد من جبهات القتال بين المحاربين أنفسهم دون أن ينتظروا أموار الضباط والقيادات العليا، واستمرت هذه الهدنة لبضعة أيام!

واعتبرت الصحيفة الفاتيكانية أن هذه الواقعة التي حصلت لمائة سنة خلت يمكنها أن تعلمنا درسا اليوم ألا وهو: يجب ألا نخاف من البحث عن السلام! بل على العكس يجب أن نطلب السلام بكل ما أوتينا من قوة. ومن هذا المنطلق حث المقال المؤمنين على رفع الصلوات، في عيد الميلاد هذا، كيما تتوقف أعمال العنف في أنحاء العالم كافة، ويوضع حد لتسلط الإنسان على أخيه الإنسان في بيئة العمل وكي تنتهي ظاهرة الهجرة غير الشرعية لأشخاص يعبرون البحر هربا من الفقر والأنظمة القمعية.








All the contents on this site are copyrighted ©.