2014-12-13 11:28:00

البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهية في عيد العذراء مريم سيّدة غوادالوبي


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة في بازيليك القديس بطرس القداس الإلهي بمناسبة الاحتفال بعيد العذراء مريم سيّدة غوادالوبي شفيعة أمريكا اللاتينية وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلّها بصلاة من المزمور السادس والستين وقال إن صلاة صاحب المزمور لطلب المغفرة والبركة لجميع الأمم والشعوب تساعدنا اليوم لنعبّر عن المعنى الروحي لهذا الاحتفال وأشار إلى أن شعوب أمريكا اللاتينية أينما وجدوا يحتفلون اليوم بفرح وامتنان بعيد شفيعتهم ويرفعون صلاتهم البنوية مع الملاك جبرائيل والقديسة أليصابات قائلين: "السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك..."

تابع الأب الأقدس مؤكدًا أننا في هذا العيد نتذكر بامتنان زيارة العذراء وقربها الوالدي فنرنم معها نشيد التعظيم ونكل إليها حياة شعوبنا والرسالة القارية للكنيسة في أمريكا اللاتينية. وقال عندما ظهرت العذراء لخوان دييغو في تيبيّاك عرّفت عن نفسها بأنها "مريم العذراء الدائمة البتولية أم الإله الحقيقي" وبدأت بظهورها هذا زيارة جديدة انطلقت فيها مسرعة لتعانق أيضًا شعوب أمريكا الجدد وتبشّرهم بابنها وتهبهم إياه. هذا وأكّد الأب الأقدس أنه أمام زيارة العذراء هذه وهبتها لابنها تهلل الكثيرون بالفرح والرجاء وأصبحت تلميذة الرب هذه أول مرسلة حملت الإنجيل للقارة الأميركية.

أضاف البابا فرنسيس يقول عندما زارت أمُّ الله القديسة هذه الشعوب أرادت أن تبقى معهم ولذلك تركت صورتها المقدسة مطبوعة بشكل سريّ على معطف رسولها لكي تبقى حاضرة معنا وكعلامة للعهد الذي أقامته مريم مع هذا الشعب. وبشفاعتها أصبح الإيمان المسيحي الكنز الأغنى لشعوب أمريكا اللاتينية ولؤلؤته الثمينة هي يسوع المسيح: وهذا ميراث يتناقله العديد من الأشخاص في الإيمان والرجاء والمحبة والتقوى الشعبية.

من هنا، تابع الأب الأقدس يقول، يمكننا أن نستمرّ في تسبيح الله من أجل العظائم التي صنعها في حياة شعوب أميركا اللاتينية، فالله، وبحسب تدبيره "قد أخفى هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفها لِلصِّغار والمتواضعين وبسطاء القلوب" (راجع متى 11، 25). وفي العظائم التي حققها الرب في مريم، هي تعترف بدورها بأسلوب عمل ابنها في تاريخ الخلاص، الذي يقلب الأحكام الدنيوية ويدمّر أصنام السلطة والغنى، يدين الاكتفاء الذاتي كما تعترف بنشيدها بأن الله يرفع المتواضعين ويأتي لعون الفقراء والصغار، يفيض الخير والبركات والرجاء على الذين يثقون برحمته من جيل إلى جيل بينما يحط الأغنياء والمقتدرين عن عروشهم.

هذا وأشار الحبر الأعظم بأن نشيد مريم يدخلنا في التطويبات: ملخص الرسالة الإنجيلية وشريعتها الجوهريّة. وفي ضوء هذا النشيد نشعر بأننا مدفوعين لنطلب من الله نعمة أن يكون مستقبل أميركا اللاتينية مصقولاً بالفقراء والمتألمين، بالمتواضعين والجائعين والعطاش إلى البرّ، بالرحماء وأنقياء القلوب، بالساعين للسلام والمضطهدين من أجل اسم المسيح "لأن لهؤلاء ملكوت السماوات" (راجع متى 5، 1- 11).

تابع البابا فرنسيس يقول إننا نطلب هذه النعمة لأن أمريكا اللاتينية هي "قارة الرجاء"، ومنها ننتظر أمثالاً جديدة للنمو تجمع بين التقليد المسيحي والتقدم المدني، بين العدالة والمساواة بالمصالحة، بين تطور العلم والفكر البشري والألم المخصّب بالفرح والرجاء. لنقدّم أمنياتنا هذه على المذبح كعطية امتنان للرب ولنسأله المغفرة واثقين برحمته فنحتفل بذبيحة وانتصار ربنا يسوع المسيح الفصحي. هو الرب الوحيد الذي يحررنا من جميع أشكال العبودية والبؤس الناتجة عن الخطيئة. هو يدعونا لعيش حياة حقيقية أكثر إنسانيّة، وتعايشًا كأبناء وإخوة.

وختم الأب الأقدس عظته في عيد العذراء مريم سيّدة غوادالوبي شفيعة أمريكا اللاتينية بالقول لنتوسل إلى العذراء مريم الكلية القداسة أما الله وملكتنا لكي ترافق شعوبنا وتعضدها وتحميها ولكي تقود بيدها جميع أبنائها الذين يحجّون على هذه الأرض للقاء ابنها ربنا يسوع المسيح الحاضر في الكنيسة والأسرار وخصوصًا في الافخارستيا وفي كنز كلمته وتعاليمه وفي شعب الله الأمين لاسيما في المتألمين ومتواضعي القلوب.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.