2014-12-11 14:53:00

البابا فرنسيس: الله يبرّرنا بقربه وحنانه


"الله هو كالأم، يحبّنا مجّانًا ولكننا غالبًا ما نريد أن نسيطر على هذه النعمة ونتحكّم بها" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا: الله لا يخلّص شعبه من بعيد بل يقترب منه بحنان! استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر النبي أشعيا وقال إن الله يقترب منا كالأم التي تقترب من ابنها وتحاوره فتستعمل كلماته وحركاته. " لا تَخَف، يا دودةَ يَعْقوب" كم من مرّة نسمع أم تدلّل ابنها بهذه الكلمات؟ "هاءَنَذا قد جَعَلتُكَ نَورَجًا مُحَدَّدًا جديدا" أي سأسهر عليك لتكبر وتدنو منه لتكون أقرب إليه. هكذا يفعل الله معنا، هذا هو حنان الله، وهو قريب منا لدرجة أنه يعبّر لنا عن حنانه هذا بأسلوب الأم.

تابع الأب الأقدس يقول الله يحبنا مجانًا تمامًا كما تحب الأمُّ ابنها. والابن يسمح لأمه أن تحبّه وهذه هي نعمة الله. ولكن غالبًا ولكي نشعر بالأمان نحاول أن نسيطر على هذه النعمة، ونجد في التاريخ أمثالاً ومحاولات كثيرة للسيطرة على هذه النعمة ولجعلها كسلعة يمكننا التحكم بها: تمامًا كالفريسيين الذين أصبحوا عبيدًا للشرائع التي كانوا يلقون بها على أكتاف الشعب، أو الصدوقيّون بمساوماتهم السياسية، أو الأسّينيون الأتقياء الذين كانوا يفضلون الانعزال في كهوفهم أو الغيورون الذين كانوا يعتبرون نعمة الله حربًا للتحرير.

لكن نعمة الله هي مختلفة تمامًا عن هذا كلّه، تابع البابا فرنسيس يقول، إنها قرب وحنان، وإن لم تكن تشعر بعلاقتك مع الرب وبأنه يحبك بحنان فتأكد أن هناك أمر لا يزال ينقصك أو أنّك لم تفهم بعد معنى النعمة ولم تختبر نعمة القرب منه، فالرب يحبنا وهو قريب منا.

أضاف الأب الأقدس يقول إن القديس بولس يرفض قطعيًّا روحانية الشريعة هذه أي تلك التي تقول بأنك إن فعلت كذا وكذا تتبرّر... لأننا نتبرّر بفضل قرب الله وحنانه، وبالتالي إن تحلينا بالشجاعة لنفتح قلوبنا على محبّته هذه فهو سيحررنا.     








All the contents on this site are copyrighted ©.