2014-12-08 11:46:00

افتتاح سنة الحياة المكرسة في لبنان


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم السبت السادس من كانون الأول ديسمبر قداس افتتاح "سنة الحياة المكرسة"، ذلك في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان وألقى عظة للمناسبة ضمنها تحية للرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات، وقال إن سنة الحياة المكرّسة هذه أرادها قداسة البابا فرنسيس بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور وثيقة المجمع المسكوني الفاتيكاني "المحبة الكاملة" حول تجدّد الحياة الرهبانية. وأراد أن ترتكز تلبيةُ الدعوة إلى الحياة المكرّسة إلى الفرح في إتِّباع المسيح وعيش إنجيله، والشجاعة في وضع الثقة الكاملة به في الخدمة، على مثال المؤسِّسين والمؤسِّسات، والشركة الشخصية مع الله من أجل بناء أخوّة شاملة بالمحبة المتبادلة. هذه الثلاثة هي بمثابة الدينامية المحرِّكة لقرارنا الأساسي "قد تركنا كلَّ شيء وتبعناك" (مر10: 28). هذا ليس قراراً جامداً، بل هو مسيرة متواصلة: إتّباع دائم للمسيح مع التخلّي الدائم عن الذات وعن كلّ شيء. لا يحقّ لنا أن نجعل إتّباعنا للمسيح، الذي هو السَّيرُ على خطى محبته، مجرّدَ انتماء قانوني إلى جمعية أو رهبانية. مَنْ يكون انتماؤه قانونيّاً فقط، لا يستطيع التخلّي عن أي شيء. أن تكون الحياة المكرّسة سعياً إلى كمال المحبة، هذا لا يعني مجرّدَ تحديد روحي لفظي، بل يعني التزاماً بالسَّير على خطى المسيح والتخلّي عن الذات وعن كلّ شيء، والسعي إلى عيش المحبة من دون شروط أو حدود.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أضاف البطريرك الراعي يقول إن سنة الحياة المكرّسة هي سنة التجدّد في الأمانة المزدوجة للمسيح وللكنيسة، وبالتالي هي عيش مقتضيات الإنجيل، وحبّ الكنيسة والالتزام في حياتها ورسالتها، وتنمية الموهبة الخاصّة بكلّ جمعية أو رهبانية. الأمانة للمسيح الرأس هي أمانة للكنيسة، جسده. إنّ أمانة المكرّسين والمكرّسات المزدوجة تعكس أمام العالم الرباط غير المنفصم بين المسيح وكنيسته. وتشكّل الأساس اللاهوتي والراعوي لاندماج الرهبان والراهبات اندماجاً فعليّاً في حياة الكنيسة المحلّية ورسالتها.

ها نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك" (مر10: 28). هذا هو وعدنا المشترك في سنة الحياة المكرّسة. إنّ الذين اتّبعوا يسوع، أثناء حياته التاريخية، أقاموا معه، سمعوا كلامه، تقدّسوا بحضوره، اقتدوا بمحبته، تمرّسوا على الصوم والصلاة، اكتسبوا وداعة وحكمة. ثمّ أرسلهم لكي يعلنوا إنجيله للخليقة كلّها. وختم البطريرك الماروني عظته في افتتاح سنة الحياة المكرسة بالقول: نبدأ معكم مسيرة سنة الحياة المكرّسة، منطلقين من المسيح الربّ الذي لبّينا دعوته وتبعناه، على هدي أنوار الروح القدس الذي يذكي شعلة المحبة في قلوبنا. ونلتمس شفاعة أمّنا مريم العذراء مثالنا في الإصغاء لكلام الله، وفي تكريس ذاتها نفساً وجسداً لخدمة عمل الفداء وتحقيق تصميم الله الخلاصي.








All the contents on this site are copyrighted ©.