2014-12-07 12:30:00

البابا فرنسيس يتحدث عن عزاء الله للبشرية في سياق زمن المجيء


أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! يشكل هذا الأحد المحط الثاني من زمن المجيء، زمن رائع يوقظ في داخلنا انتظار عودة المسيح وذكرى مجيئه التاريخي. تقدم لنا الليتورجية اليوم رسالة مفعمة بالأمل. إنها دعوة الرب التي جاءت على لسان النبي إشعيا "أَعَزُّوا، أعَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم" (40، 1).

بهذه الكلمات ينفتح كتاب العزاء والذي من خلاله وجه النبي إلى الشعب المسبي إعلان الإنقاذ الفرح. انتهت فترة الضيقة؛ يمكن لشعب إسرائيل أن ينظر بثقة نحو المستقبل إذ تنتظره العودة إلى الوطن. لذا علينا أن نترك الرب يعزينا. لقد توجه إشعيا إلى أناس عاشوا مرحلة مظلمة، وقد جاء وقت العزاء إذ سيترك الحزن والخوف مكانا للفرح لأن الرب نفسه سيقود شعبه في درب التحرير والخلاص. كيف سيفعل هذا؟ من خلال رأفة وحنان راعٍ يعتني بقطيعه. وسيعطي الوحدة والأمان للقطيع، سيقوده إلى المراعي وسيجمع في الحظيرة الخراف الضالة، موليا اهتماما خاصا بتلك الهشة والضعيفة. هذا هو موقف الله حيالنا نحن خلائقه. لذا يدعو النبي من يصغي إليه ـ بما في ذلك نحن اليوم ـ إلى نشر رسالة الأمل والرجاء هذه وسط الشعب. الرسالة هي أن الرب يعزينا. يجب أن نترك مكانا لهذا العزاء. لكن لا يسعنا أن نكون رسل عزاء الله إن لم نختبر بأنفسنا فرح أن يمنحنا العزاء وأن يحبنا. وهذا يحصل بنوع خاص عندما نصغي إلى كلمته، أي الإنجيل الذي ينبغي أن نحمله معنا دائما، وعندما ندخل في صلاة صامتة بحضوره، وعندما نلتقي به في الإفخارستيا أو سر الغفران. كل هذا يعزينا!

ولندع الآن صدى دعوة إشعيا ـ أَعَزُّوا، أعَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم ـ يتردد في قلوبنا في زمن المجيء هذا. نحتاج اليوم إلى أشخاص يكونون شهودا لرحمة وحنان الرب الذي يحرك المستسلمين، يوقظ من فقدوا الثقة ويشعل نار الرجاء. هو يشعل نار الرجاء، لا نحن. وثمة أوضاع كثيرة تتطلب شهادتنا المعزية. أفكر بمن يعانون من الآلام والظلم والانتهاكات؛ بمن يستعبدهم المال والسلطة والنجاح وحب الدنيا. عزاؤهم ليس عزاء حقيقا! إننا مدعوون جميعا لتعزية أخوتنا، وللشهادة بأن الله وحده قادر على إزالة مسببات المآسي الوجودية والروحية. الله قادر على فعل هذا لأنه قدير!

إن رسالة إشعيا التي يتردد صداها في هذا الأحد الثاني من زمن المجيء، هي بلسم لجراحنا وحافز كي نُعد بجهد طريق الرب. إن النبي يخاطب اليوم قلوبنا ليقول لنا إن الله ينسى خطايانا ويعزينا. وإذا توكلنا عليه بقلب متواضع وتائب يدمر جدران الشر ويملأ الفراغ ويزيل حواجز الغرور والكبرياء ويفتح الطريق أمام اللقاء به. مرات كثيرة نخاف من العزاء، بل على العكس نشعر أننا واثقون في الحزن لأنه في الحزن نشعر أننا الأشخاص الأساسيون، لكن في العزاء يكون الروح القدس الشخص الأساسي إذ يقودنا هو. اتركوا الرب يعزيكم! وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته إلى وفود الحجاج القادمين من روما، إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، خاصا بالذكر المرسلين والمرسلات الحاضرين في الساحة الفاتيكانية، وجمعية "الباب المفتوح" في مودينا. وتمنى للكل أحدا سعيدا سائلا الجميع أن يتركوا الرب يعزيهم! وقال: "لا تنسوا أن تصلوا من أجلي"!








All the contents on this site are copyrighted ©.