البابا فرنسيس يلتقي العائلة البولسية في المئوية الأولى لتأسيسها

استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الخميس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في زيارة حج للعائلة البولسية في المئوية الأولى لتأسيسها، ووجه كلمة عبّر فيها عن سروره الكبير بلقائهم وذكّر بمؤسسهم الطوباوي جاكومو ألبيريوني وحيا الكرادلة والكهنة والأشخاص المكرسين والمؤمنين العلمانيين. وأشار الأب الأقدس إلى أن الاحتفال بهذه المئوية يشكل فرصة لتجديد الالتزام في عيش الإيمان ونقله، لاسيما من خلال وسائل النشر التي تميز عملهم. وتابع مذكّرا بكلمات يسوع في إنجيل القديس متى "أخذتم مجانًا فمجانا أعطوا"، وقال: يكمن في هذه الكلمات سر البشارة، أي إعلان الإنجيل بمجانية، فرح العطاء الذي نلناه بمحبة. ومن اختبر هذا الفرح فقط، يستطيع نشره، إذ "إن الخير يتوق دائما لأن ينتشر... كما أن الخير يتأصل وينمو عندما يُنشر".

حث البابا فرنسيس الجميع على متابعة السير على طريق الأب ألبيريوني، محدقين النظر دائما إلى الأفق الشاسعة، وتابع كلمته مشيرا إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني قدّم لنا الكنيسة كشعب في مسيرة وأكد أن هذه النظرة تعبّر عن الرجاء المسيحي. وأضاف قائلا إن الأشخاص المكرسين يشهدون بنوع خاص على هذا الرجاء لاسيما من خلال أسلوب حياة مطبوع بالفرح. فحضور الرهبان والراهبات هو علامة فرح. هذا الفرح النابع من الاختبار العميق لله الذي يملأ قلبنا ويجعلنا فرحين، فلا نحتاج هكذا للبحث عن فرحنا في مكان آخر.

ذكّر البابا فرنسيس في كلمته للعائلة البولسية في المئوية الأولى لتأسيسها بأن الطوباوي جاكومو ألبيريوني تأثر بعمق بكلمات رسول الأمم، القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس "الويل لي إن لم أبشّر!" وقد جعل منها مثالا لحياته ورسالته. وأضاف الأب الأقدس أنهم مدعوون أيضا لبذل حياتهم في خدمة أناس اليوم من خلال الأمانة لموهبتهم باحثين عن الطرق الأكثر ملاءمة لإعلان يسوع. فالأفق الشاسعة للبشارة بالإنجيل والضرورة الملحة للشهادة لرسالة الإنجيل تشكلان حقل رسالتهم كما أن المحبة لا تعرف حدودا وتستطيع فتح طرق جديدة على الدوام لإيصال الإنجيل للثقافات ومختلف البيئات الاجتماعية. وتابع البابا مؤكدا أن هذه الرسالة الطارئة تقتضي دائما توبة شخصية وجماعية. إذ وحدها القلوب المنفتحة كليا على عمل النعمة تستطيع قراءة علامات الأزمنة وفهم نداءات البشرية المحتاجة للرجاء والسلام.

وفي ختام كلمته للمشاركين في زيارة حج للعائلة البولسية التي أسسها الطوباوي جاكومو ألبيريوني، سأل البابا فرنسيس القديسة مريم العذراء أم الكنيسة، أن ترافقهم وتحميهم وترشدهم.