2014-11-21 13:07:00

البابا فرنسيس: يسوع يحمل لنا خلاص الله المجانيّ


"لا ينبغي على الكنائس أن تصبح أماكن للصفقات والتجارة لأن خلاص يسوع هو مجانيّ دائمًا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي نقرأ فيه حدث طرد الباعة من الهيكل لأنهم حولوا بيت الصلاة إلى مغارة لصوص، وقال إن تصرُّف يسوع هذا هو لتطهير الهيكل الذي تدنّس وليطهر معه أيضًا شعب الله الذي دنسته الخطيئة. وأضاف لقد كان الناس يصعدون إلى الهيكل للصلاة وليس من أجل هؤلاء الباعة، ولكن عند رؤيتهم لهذا الفساد كانوا يتشككون، وهذا الأمر يجعلني أفكّر بالشك الذي يمكننا أن نسببه للناس أحيانًا بسبب تصرفاتنا وعاداتنا غير الكهنوتية في الكنائس... كم من مرّة نرى في يومنا هذا على مدخل الكنيسة "لائحة أسعار" للمعمودية والبركات ونوايا القداسات، وهذا الأمر يشكك الناس!

تابع البابا فرنسيس يقول: ونحن نعلم جيدًا ما يقوله يسوع عن الذي يكون سبب شك للآخرين: "َأَولى بِه أَن تُعلَّقَ الرَّحى في عُنُقِه ويُلقى في عُرْضِ البَحر". وعندما يصبح الذين يهتمون بالكنيسة والنشاطات الراعوية – كهنة وعلمانيين – تجارًا ورجال أعمال يتشكك الشعب، ونحن مسؤولون عن هذا الأمر! حتى العلمانيين، جميعنا مسؤولون! لذلك عندما أرى في رعيتي أمرًا يشكك ينبغي علي أن أتحلى بالشجاعة لأتكلّم عنه مع كاهن الرعية، لأن الناس تتألم بسبب الشك. غريب كيف أن الناس يسامحون الكهنة على ضعفهم البشري وأخطائهم ولكن هناك نوعان من الكهنة الذين لا يمكن لشعب الله أن يسامحهما: الكاهن المتعلّق بالمال والكاهن الذي يسيء معاملة الناس. ولكن الشك الأكبر هو عندما يصبح بيت الله مكانًا للصفقات والتجارة.

تابع الحبر الأعظم يقول: يسوع لم يغضب وإنما هذه هي غيرته على بيت الله لأنه لا يمكن للإنسان أن يخدم ربّين: فإما يعبد الله الحي أو المال. ولكن لماذا يقول يسوع هذا؟ لأن الخلاص مجانيّ، وهو قد جاء ليحمل لنا محبة الله المجانية، وعندما تصبح الكنائس أماكن للصفقات والتجارة لا يعود الخلاص مجانيًّا... ولذلك أخذ يسوع يطرد الباعة ليطهر الهيكل. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: نحتفل اليوم بتذكار تقدمة العذراء إلى الهيكل، لنسألها أن تعلمنا جميعًا – جميع الكهنة والمسؤولين الراعويين – كيف نحافظ على نقاوة الهيكل وطهارته ونستقبل بمحبة جميع الذين يأتون إلينا كما ولو كان كل منهم هذه العذراء الصغيرة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.