2014-11-17 13:20:00

خطاب البابا إلى أساقفة زامبيا في زيارتهم للأعتاب الرسولية


استقبل البابا فرنسيس هذا الاثنين في الفاتيكان أساقفة زامبيا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. وقد سلّم البابا ضيوفه الأحد عشر خطابا مكتوبا استهله مرحبا بهم في مدينة الرسولين بطرس وبولس خلال زيارتهم التقليدية هذه وتوجه بالشكر إلى رئيس الأساقفة مبوندو على الكلمة التي وجهها له نيابة عن الأساقفة الحاضرين والكهنة وأهالي زامبيا جميعا. وأكد أن زيارة الأساقفة إلى روما تشكل فرصة ملائمة للتفكير في السبل العديدة التي ينبغي من خلالها أن يعتني الأساقفة بقطيع المؤمنين الموكل إلى رعايتهم.

بعدها استعرض البابا تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في هذا البلد الأفريقي والتي أبصرت النور بفضل جهود المرسلين الأجانب ولفت إلى أن هؤلاء القادة الروحيين زرعوا الكلمة التي اقترحها عليهم الروح القدس. وسرعان ما تجذّرت كلمة الإيمان هذه وتكاثرت فأبصر النور مجتمع جديد تبدّل بفعل القيم المسيحية. هذا ثم أشاد البابا بالجهود التي تبذلها المؤسسات التابعة للكنيسة الكاثوليكية، شأن العيادات والمستشفيات والمدارس والرعايا المنتشرة على كامل التراب الوطني وقال: لا بد أن نرفع الشكر لله، مع الكنيسة بأسرها، على ما حققه وسط الشعوب الموكلة إلى رعاية الأساقفة.

وأضاف أن المواطنين يسعون اليوم إلى بناء مستقبل أفضل للكنيسة والمجتمع على الرغم من التحديات الكبيرة التي تهدد استقرار المجتمع والحياة الكنسية والعائلات. وحذّر بعدها البابا من المخاطر المحدقة بالربط العائلية لكون الأسرة تشكل الخلية الأساسية للمجتمع، حيث يتعلم الأشخاص سبل العيش مع الآخرين على الرغم من الاختلافات كما جاء في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل". وقال لضيوفه: "أطلب منكم أن تتعاونوا مع الكهنة من أجل بناء عائلات مسيحية قوية قادرة على أن تتعرف على الحقائق الإيمانية بعمق، وتحب هذه الحقائق، كي تتمكن من أن تحمي نفسها من التيارات التي تهدد بتفتيتها.

كما طلب البابا فرنسيس إلى أساقفة زامبيا أن يقفوا إلى جانب الأجيال الفتية التي تعيش في عصر يتميز بالضياع، وأن يساعدوا الأشخاص الذين يشعرون بالضياع ومن يعيشون إيمانا فاترا على العودة إلى الممارسة التامة للإيمان. وحث ضيوفه على عدم نسيان شرائح المجتمع الأكثر ضعفا وتهميشا لاسيما الفقراء والمصابين بداء الأيدز.

وبعد أن طلب البابا فرنسيس إلى الأساقفة أن يقفوا على الدوام إلى جانب الكهنة ويكونوا بمثابة آباء لهم، طلب إلى ضيوفه في هذه المرحلة الحساسة التي تجتازها البلاد في أعقاب رحيل الرئيس ساتا، أن يواصلوا تعاونهم مع القادة السياسيين بحثا عن الخير المشترك ويرفعوا الصوت دفاعا عن الفقراء. وشدد على أن الكنيسة مدعوة إلى نشر بشارة الإنجيل على الدوام حاثا أساقفة زامبيا ـ الذين يتعين عليهم القيام بعمل يرتكز إلى الصبر والتضحية ـ على الاقتداء بمثل الرسولين بطرس وبولس كيما يعودوا إلى بلادهم ويخدموا كنيستهم بقوة وزخم متجددين.








All the contents on this site are copyrighted ©.