2014-11-17 13:25:00

البابا فرنسيس: لنطلب من الله نعمة أن نكون شعبًا أمينًا لا يطلب أي امتياز


"نجد في الكنيسة أحيانًا مسيحيّين يريدون يسوع ولكنهم لا يريدون الفقراء والمهمشين فيعزلون أنفسهم في "بيئة كنسية صغيرة" بعيدة عن الواقع الكنسي الحقيقي" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا فرنسيس: نحن ننظر إلى يسوع وننسى أن ننظر إليه في الفقير الذي يطلب المساعدة والمهمش الذي يسبب لنا الاشمئزاز، هذه هي التجربة التي تعيشها الكنيسة في كل زمان وهي أن تنغلق على نفسها في "بيئة كنسية صغيرة" بدلاً من أن تفتح أبوابها للضعفاء والمهمشين في المجتمع. استوحى الأب الأقدس تأمّله الصباحي من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي نقرأ فيه حدث شفاء أعمى أريحا، وقال: يمثل هذا الرجل "الفئة الأولى" من الأشخاص الذين نجدهم في رواية القديس لوقا. رجل لا قيمة له بحسب مجتمعه ولكنه كان يريد أن يخلص وأن يشفى وبالتالي بدأ يصرخ بصوت أقوى من حائط اللامبالاة الذي كان يحيط به واستمرّ في إصراره إلى أن تمكن من أن يقرع على باب قلب يسوع. لقد تحدى هذا الرجل حلقة التلاميذ الذين حاولوا أن يسكتوه لأنه كان يزعجهم، وبالتالي حاولوا أن يبعدوه عن الرب ويبقوه في "الضواحي".  
تابع الأب الأقدس يقول: لم يتمكن هذا الرجل من الوصول إلى الرب بسبب حلقة التلاميذ هذه التي كانت تغلق الأبواب. وهذا ما يحصل غالبًا بيننا نحن المؤمنين، فعندما نجد الرب وبدون أن نتنبّه نخلق حولنا هذه "البيئة الكنسية الصغيرة"، ولا أتحدث فقط عن الكهنة والأساقفة وإنما عن المؤمنين العلمانيين أيضًا، إذ نعتبر الأمر حقًا مكتسبًا "لأننا مع الرب!" وبحجة النظر إلى يسوع نُحيد النظر عن احتياجاته: فلا نرى الرب الجائع أو العطشان، أو المسجون والمريض، كما ولا نراه أيضًا في المهمّش، وهذا الأمر يؤذي كثيرًا.
وفي هذا الإطار توقف الأب الأقدس ليصف جماعة هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مختارين فيحاولون الحفاظ على بيئتهم الصغيرة التي خلقوها مبعدين كل من "يزعج الرب" حتى الأطفال. هؤلاء قد نسوا حبّهم الأول تابع البابا يقول، وعندما يصبح المؤمنون والكهنة في الكنيسة مجموعة تميّز ذاتها بالقرب من الرب فهي تعيش تجربة نسيانها للحب الأول، ذلك الحب الذي اختبرناه جميعًا عندما دعانا الرب وخلصنا وقال لنا: "أنا أحبك". لقد كان التلاميذ يعيشون هذه التجربة، لقد نسوا حبّهم الأول، ونسوا "الضواحي" التي كانوا يعيشون فيها هم أيضًا قبل لقائهم بيسوع.
ومن ثم هناك مجموعة أخرى نجدها في هذا النص، تابع الحبر الأعظم يقول، وهي جماعة الشعب البسيط الذي "سبّح الله" بعد شفاء الأعمى. كم من مرّة نجد هؤلاء الناس البسطاء الذين يعيشون حياتهم بالكثير من التضحيات والصلوات، لا يطلبون أي امتيازات لهم بل نعمة الله فقط. هذا هو الشعب الأمين الذي يعرف كيف يتبع الرب بدون أن يطلب أي امتياز، وهو قادر على تكريس وقته بالكامل للرب دون أن ينسى الكنيسة المهمّشة أي الأطفال والمرضى والمسجونين.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنطلب من الرب جميعًا نحن الذين نلنا نعمة الدعوة أن يمنحنا نعمة عدم الابتعاد أبدًا عن هذه الكنيسة وألا ندخل أبدًا في هذه "البيئات الكنسيّة الصغيرة" التي يخلقها بعض التلاميذ الذين يبتعدون عن كنيسة الله المتألمة والتي تبحث عن الخلاص والإيمان وتحتاج لكلمة الله. لنطلب نعمة أن نكون شعبًا أمينًا لله بدون أن نطلب أي امتياز يبعدنا عن شعب الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.